صفحة جزء
قوله تعالى : وكم أهلكنا قبلهم من قرن هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا [ ص: 84 ] وكم أهلكنا قبلهم من قرن أي من أمة وجماعة من الناس ، يخوف أهل مكة هل تحس منهم من أحد أو تسمع لهم ركزا في موضع نصب ؛ أي هل ترى منهم أحدا وتجد أو تسمع لهم ركزا أي صوتا ؛ عن ابن عباس وغيره أي قد ماتوا وحصلوا أعمالهم ، وقيل : حسا قاله ابن زيد وقيل : الركز ما لا يفهم من صوت ، أو حركة قاله اليزيدي وأبو عبيدة كركز الكتيبة وأنشد أبو عبيدة بيت لبيد :


وتوجست ركز الأنيس فراعها عن ظهر غيب والأنيس سقامها



وقيل : الصوت الخفي ، ومنه ركز الرمح إذا غيب طرفه في الأرض . وقال طرفة :


وصادقتا سمع التوجس للسرى     لركز خفي أو لصوت مندد



وقال ذو الرمة :

يصف ثورا تسمع إلى صوت صائد وكلاب :


إذا توجس ركزا مقفر ندس     بنبأة الصوت ما في سمعه كذب



أي ما في استماعه كذب ؛ أي هو صادق الاستماع . والندس الحاذق ؛ يقال : ندس وندس ؛ كما يقال : حذر وحذر ويقظ ويقظ ، والنبأة الصوت الخفي ، وكذلك الركز والركاز المال المدفون . والله تعالى أعلم بالصواب .

التالي السابق


الخدمات العلمية