قوله : 
قل إنما أنذركم بالوحي ولا يسمع الصم الدعاء إذا ما ينذرون ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك ليقولن ياويلنا إنا كنا ظالمين 
قوله تعالى : 
قل إنما أنذركم بالوحي أي أخوفكم وأحذركم بالقرآن . 
ولا يسمع الصم الدعاء أي من أصم الله قلبه ، وختم على سمعه ، وجعل على بصره غشاوة ، عن فهم الآيات وسماع الحق . وقرأ 
أبو عبد الرحمن السلمي  ومحمد بن السميقع    ( ولا يسمع ) بياء مضمومة وفتح الميم على ما لم يسم فاعله ( الصم ) رفعا أي إن الله لا يسمعهم . وقرأ 
ابن عامر   [ ص: 201 ] والسلمي  أيضا ، 
وأبو حيوة  ويحيى بن الحارث    ( ولا تسمع ) بتاء مضمومة وكسر الميم ( الصم ) نصبا ؛ أي إنك يا 
محمد  لا تسمع الصم الدعاء ؛ فالخطاب للنبي - صلى الله عليه وسلم - . ورد هذه القراءة بعض أهل اللغة . وقال : وكان يجب أن يقول : إذا ما تنذرهم . قال 
النحاس    : وذلك جائز ؛ لأنه قد عرف المعنى . 
قوله تعالى : 
ولئن مستهم نفحة من عذاب ربك قال 
ابن عباس    : طرف . قال 
قتادة    : عقوبة . 
ابن كيسان    : قليل وأدنى شيء ؛ مأخوذة من نفح المسك . قال [ 
قيس بن الخطيم    ] : 
 nindex.php?page=showalam&ids=16693وعمرة  من سروات النساء تنفح بالمسك أردانها 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج    : نصيب ؛ كما يقال : نفح فلان لفلان من عطائه ، إذا أعطاه نصيبا من المال . قال الشاعر [ 
الرماح بن ميادة    ] : 
لما أتيتك أرجو فضل نائلكم     نفحتني نفحة طابت لها العرب 
أي طابت لها النفس . والنفحة في اللغة الدفعة اليسيرة ؛ فالمعنى ولئن مسهم أقل شيء من العذاب . 
ليقولن يا ويلنا إنا كنا ظالمين أي متعدين فيعترفون حين لا ينفعهم الاعتراف .