[ ص: 21 ] قوله تعالى : 
من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء ثم ليقطع فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ قوله تعالى : من كان يظن أن لن ينصره الله في الدنيا والآخرة فليمدد بسبب إلى السماء قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12940أبو جعفر النحاس    : من أحسن ما قيل فيها أن المعنى من كان يظن أن لن ينصر الله 
محمدا    - صلى الله عليه وسلم - وأنه يتهيأ له أن يقطع النصر الذي أوتيه . 
فليمدد بسبب إلى السماء أي فليطلب حيلة يصل بها إلى السماء . 
ثم ليقطع أي ثم ليقطع النصر إن تهيأ له 
فلينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ وحيلته ما يغيظه من نصر النبي - صلى الله عليه وسلم - . والفائدة في الكلام أنه إذا لم يتهيأ له الكيد والحيلة بأن يفعل مثل هذا لم يصل إلى قطع النصر . وكذا قال 
ابن عباس    : ( إن الكناية في 
ينصره الله ترجع إلى 
محمد    - صلى الله عليه وسلم - ، وهو وإن لم يجر ذكره فجميع الكلام دال عليه ؛ لأن الإيمان هو الإيمان بالله 
وبمحمد    - صلى الله عليه وسلم - ، والانقلاب عن الدين انقلاب عن الدين الذي أتى به 
محمد    - صلى الله عليه وسلم - ؛ أي من كان يظن ممن يعادي 
محمدا    - صلى الله عليه وسلم - ومن يعبد الله على حرف أنا لا ننصر 
محمدا  فليفعل كذا وكذا ) . وعن 
ابن عباس  أيضا ( أن الهاء تعود على ( من ) والمعنى : من كان يظن أن الله لا يرزقه فليختنق ، فليقتل نفسه ؛ إذ لا خير في حياة تخلو من عون الله ) . والنصر على هذا القول الرزق ؛ تقول العرب : من ينصرني نصره الله ؛ أي من أعطاني أعطاه الله . ومن ذلك قول العرب : أرض منصورة ؛ أي ممطورة . قال 
الفقعسي    : 
وإنك لا تعطي امرأ فوق حقه ولا ملك الشق الذي الغيث ناصره 
وكذا روى 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  قال : 
من كان يظن أن لن ينصره الله أي لن يرزقه . وهو قول 
أبي عبيدة    . وقيل : إن الهاء تعود على الدين ؛ والمعنى : من كان يظن أن لن ينصر الله دينه . 
فليمدد بسبب أي بحبل . والسبب ما يتوصل به إلى الشيء . 
إلى السماء إلى سقف البيت . 
ابن زيد    : هي السماء المعروفة . وقرأ الكوفيون 
ثم ليقطع بإسكان اللام . قال 
النحاس    : وهذا بعيد في العربية ؛ ( لأن ) ثم ليست مثل الواو والفاء ، لأنها يوقف عليها وتنفرد . وفي قراءة 
عبد الله    ( فليقطعه ثم لينظر هل يذهبن كيده ما يغيظ ) . قيل : ( ما ) بمعنى الذي ؛ أي هل يذهبن كيده الذي يغيظه ، فحذف الهاء ليكون أخف . وقيل : ( ما ) بمعنى المصدر ؛ أي هل يذهبن كيده غيظه .