قوله تعالى : 
وهو الذي جعل لكم الليل لباسا والنوم سباتا وجعل النهار نشورا   . 
فيه أربع مسائل : 
الأولى : 
قوله تعالى : وهو الذي جعل لكم الليل لباسا يعني سترا للخلق يقوم مقام اللباس في ستر البدن . قال 
الطبري    : وصف الليل باللباس تشبيها من حيث يستر الأشياء ويغشاها . 
الثانية : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12815ابن العربي    : ظن بعض الغفلة أن 
من صلى عريانا في الظلام أنه يجزئه ; لأن الليل لباس . وهذا يوجب أن يصلي في بيته عريانا إذا أغلق عليه بابه . 
والستر في الصلاة عبادة تختص بها ليست لأجل نظر الناس . ولا حاجة إلى الإطناب في هذا . 
الثالثة : قوله تعالى : 
والنوم سباتا أي راحة لأبدانكم بانقطاعكم عن الأشغال . وأصل السبات من التمدد . يقال : سبتت المرأة شعرها أي نقضته وأرسلته . ورجل مسبوت أي ممدود الخلقة . وقيل للنوم سبات لأنه بالتمدد يكون ، وفي التمدد معنى الراحة . وقيل : السبت القطع ; فالنوم انقطاع عن الاشتغال ; ومنه سبت 
اليهود  لانقطاعهم عن الأعمال فيه . وقيل : السبت الإقامة في المكان ; فكأن السبات سكون ما وثبوت عليه ; فالنوم سبات على معنى أنه سكون عن الاضطراب والحركة . وقال 
الخليل    : السبات نوم ثقيل ; أي جعلنا نومكم ثقيلا ليكمل الإجمام والراحة . 
الرابعة : قوله تعالى : 
وجعل النهار نشورا من الانتشار للمعاش ; أي : النهار سبب الإحياء للانتشار . شبه اليقظة فيه بتطابق الإحياء مع الإماتة . وكان عليه السلام إذا أصبح قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=832169الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور   .