قوله تعالى : 
ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم وكان الكافر على ربه ظهيرا   .  
[ ص: 60 ] قوله تعالى : 
ويعبدون من دون الله ما لا ينفعهم ولا يضرهم لما عدد النعم وبين كمال قدرته عجب من المشركين في إشراكهم به من لا يقدر على نفع ولا ضر ، أي إن الله هو الذي خلق ما ذكره ، ثم هؤلاء لجهلهم يعبدون من دونه أمواتا جمادات لا تنفع ولا تضر . 
وكان الكافر على ربه ظهيرا روي عن 
ابن عباس  الكافر هنا 
أبو جهل  لعنه الله ، وشرحه أنه يستظهر بعبادة الأوثان على أوليائه . وقال 
عكرمة    : الكافر إبليس ، ظهر على عداوة ربه . وقال 
مطرف    : الكافر هنا الشيطان . وقال 
الحسن    : 
ظهيرا أي معينا للشيطان على المعاصي   . وقيل : المعنى ، وكان الكافر على ربه هينا ذليلا لا قدر له ولا وزن عنده ، من قول العرب : ظهرت به أي جعلته خلف ظهرك ولم تلتفت إليه . ومنه قوله تعالى : 
واتخذتموه وراءكم ظهريا أي هينا . 
ومنه قول 
 nindex.php?page=showalam&ids=14899الفرزدق    : 
تميم بن قيس  لا تكونن حاجتي بظهر فلا يعيا علي جوابها 
هذا معنى قول 
أبي عبيدة    . وظهير بمعنى مظهور . أي كفر الكافرين هين على الله تعالى ، والله مستهين به لأن كفره لا يضره . وقيل : وكان الكافر على ربه الذي يعبده وهو الصنم قويا غالبا يعمل به ما يشاء ; لأن الجماد لا قدرة له على دفع ضر ونفع .