قوله تعالى : 
ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة إن الله سميع بصير   . 
قوله تعالى : ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة قال 
الضحاك    : المعنى ما ابتداء خلقكم جميعا إلا كخلق نفس واحدة ، وما بعثكم يوم القيامة إلا كبعث نفس واحدة . قال 
النحاس    : وهكذا قدره النحويون بمعنى إلا كخلق نفس واحدة ; مثل : 
واسأل القرية   . وقال 
مجاهد    : لأنه يقول للقليل والكثير كن فيكون . ونزلت الآية في 
أبي بن خلف  وأبي   [ ص: 73 ] الأسدين  ومنبه  ونبيه  ابني 
الحجاج بن السباق  ، قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم : إن الله تعالى قد خلقنا أطوارا ، نطفة ثم علقة ثم مضغة ثم عظاما ، ثم تقول إنا نبعث خلقا جديدا جميعا في ساعة واحدة ! فأنزل الله تعالى : 
ما خلقكم ولا بعثكم إلا كنفس واحدة ؛ لأن الله تعالى لا يصعب عليه ما يصعب على العباد ، وخلقه للعالم كخلقه لنفس واحدة . 
إن الله سميع لما يقولون بصير بما يفعلون .