قوله تعالى : 
وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا ظل وجهه مسودا وهو كظيم   . 
قوله تعالى وإذا بشر أحدهم بما ضرب للرحمن مثلا أي : بأنه ولدت له بنت 
ظل وجهه أي : صار وجهه ( مسودا ) قيل ببطلان مثله الذي ضربه . وقيل : بما بشر به من الأنثى ،   
[ ص: 66 ] دليله في سورة النحل : 
وإذا بشر أحدهم بالأنثى ومن حالهم أن 
أحدهم إذا قيل له قد ولدت له أنثى اغتم واربد وجهه غيظا وتأسفا وهو مملوء من الكرب . وعن بعض العرب أن امرأته وضعت أنثى فهجر البيت الذي فيه المرأة فقالت : 
ما لأبي حمزة  لا يأتينا يظل في البيت الذي يلينا     غضبان ألا نلد البنينا 
وإنما نأخذ ما أعطينا 
وقرئ ( مسود ، ومسواد ) وعلى قراءة الجماعة يكون ( وجهه ) اسم ظل و ( مسودا ) خبر ظل ويجوز أن يكون في ظل ضمير عائد على ( أحد ) وهو اسمها ، و ( وجهه ) بدل من الضمير ، و ( مسودا ) خبر ظل ويجوز أن يكون رفع ( وجهه ) بالابتداء ويرفع مسودا على أنه خبره ، وفي ( ظل ) اسمها والجملة خبرها . 
وهو كظيم أي حزين ، قاله 
قتادة    . وقيل : مكروب ، قاله 
عكرمة  وقيل ساكت ، قال 
ابن أبي حاتم ،  وذلك لفساد مثله وبطلان حجته . ومن أجاز أن تكون الملائكة بنات الله فقد جعل الملائكة شبها لله ; لأن الولد من جنس الوالد وشبهه . ومن اسود وجهه بما يضاف إليه مما لا يرضى ، أولى من أن يسود وجهه بإضافة مثل ذلك إلى من هو أجل منه ، فكيف إلى الله عز وجل! وقد مضى في ( النحل ) في معنى هذه الآية ما فيه كفاية .