قوله تعالى : 
هو الله الخالق البارئ المصور له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم 
قوله تعالى : 
هو الله الخالق البارئ المصور الخالق هنا المقدر . والبارئ المنشئ المخترع . والمصور مصور الصور ومركبها على هيئات مختلفة . فالتصوير مرتب على الخلق والبراية وتابع لهما . ومعنى التصوير التخطيط والتشكيل . 
وخلق الله الإنسان في أرحام الأمهات ثلاث خلق   : جعله علقة ، ثم مضغة ، ثم جعله صورة وهو التشكيل الذي يكون به صورة وهيئة يعرف بها ويتميز عن غيره بسمتها . 
فتبارك الله أحسن الخالقين   . وقال 
النابغة    :  
[ ص: 44 ] الخالق البارئ المصور في ال أرحام ماء حتى يصير دما 
وقد جعل بعض الناس الخلق بمعنى التصوير ، وليس كذلك ، وإنما التصوير آخرا والتقدير أولا والبراية بينهما . ومنه قوله الحق : 
وإذ تخلق من الطين كهيئة الطير   . وقال 
زهير    : 
ولأنت تفري ما خلقت وبع     ض القوم يخلق ثم لا يفري 
يقول : تقدر ما تقدر ثم تفريه ، أي تمضيه على وفق تقديرك ، وغيرك يقدر ما لا يتم له ولا يقع فيه مراده ، إما لقصوره في تصور تقديره أو لعجزه عن تمام مراده . وقد أتينا على هذا كله في " الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى " والحمد لله . وعن 
 nindex.php?page=showalam&ids=195حاطب بن أبي بلتعة  أنه قرأ " البارئ المصور " بفتح الواو ونصب الراء ، أي الذي يبرأ المصور ، أي يميز ما يصوره بتفاوت الهيئات . ذكره 
 nindex.php?page=showalam&ids=14423الزمخشري    . 
له الأسماء الحسنى يسبح له ما في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم تقدم الكلام فيه . 
وعن  nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  قال : سألت خليلي أبا القاسم  رسول الله صلى الله عليه وسلم عن اسم الله الأعظم ، فقال : " يا  nindex.php?page=showalam&ids=3أبا هريرة  ، عليك بآخر سورة الحشر فأكثر قراءتها " فأعدت عليه فأعاد علي ، فأعدت عليه فأعاد علي   . وقال 
جابر بن زيد    : إن اسم الله الأعظم هو الله لمكان هذه الآية . وعن 
أنس بن مالك    : أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 
  " من قرأ سورة الحشر غفر الله له ما تقدم من ذنبه وما تأخر "   . وعن 
أبي أمامة  قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : 
  " من قرأ خواتيم سورة الحشر في ليل أو نهار فقبضه الله في تلك الليلة أو ذلك اليوم فقد أوجب الله له الجنة " .   .