[ ص: 3 ] سورة الطارق 
مكية . وهي سبع عشرة آية 
بسم الله الرحمن الرحيم 
والسماء والطارق وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب قوله تعالى : والسماء والطارق قسمان : ( السماء ) قسم ، و ( الطارق ) قسم . والطارق : النجم . وقد بينه الله تعالى بقوله : 
وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب   . واختلف فيه فقيل : هو زحل : الكوكب الذي في السماء السابعة ذكره 
محمد بن الحسن  في تفسيره ، وذكر له أخبارا ، الله أعلم بصحتها . وقال 
ابن زيد    : إنه الثريا . وعنه أيضا أنه زحل وقاله 
الفراء    . 
ابن عباس    : هو الجدي . وعنه أيضا وعن 
علي بن أبي طالب    - رضي الله عنهما - 
والفراء    : 
النجم الثاقب   : نجم في السماء السابعة ، لا يسكنها غيره من النجوم فإذا أخذت النجوم أمكنتها من السماء ، هبط فكان معها . ثم يرجع إلى مكانه من السماء السابعة ، وهو زحل ، فهو طارق حين ينزل ، وطارق حين يصعد . وحكى 
الفراء    : ثقب الطائر : إذا ارتفع وعلا . وروى 
أبو صالح  عن 
ابن عباس  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=832501كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قاعدا مع أبي طالب ،  فانحط نجم ، فامتلأت الأرض نورا ، ففزع أبو طالب ،  وقال : أي شيء هذا ؟ فقال : " هذا نجم رمي به ، وهو آية من آيات الله " فعجب أبو طالب ،  ونزل : والسماء والطارق   . وروي عن 
ابن عباس  أيضا 
والسماء والطارق قال : السماء وما يطرق فيها   . وعن 
ابن عباس   nindex.php?page=showalam&ids=16568وعطاء    :   
[ ص: 4 ] الثاقب : الذي ترمى به الشياطين   . 
قتادة    : هو عام في سائر النجوم ; لأن طلوعها بليل ، وكل من أتاك ليلا فهو طارق . قال [ 
امرؤ القيس    ] : 
ومثلك حبلى قد طرقت ومرضع فألهيتها عن ذي تمائم مغيل 
وقال : 
ألم ترياني كلما جئت طارقا     وجدت بها طيبا وإن لم تطيب 
فالطارق : النجم ، اسم جنس ، سمي بذلك ; لأنه يطرق ليلا ، ومنه الحديث : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=832502نهى النبي - صلى الله عليه وسلم - أن يطرق المسافر أهله ليلا ، كي تستحد المغيبة ، وتمتشط الشعثة   . والعرب تسمي كل قاصد في الليل طارقا . يقال : طرق فلان إذا جاء بليل . وقد طرق يطرق طروقا ، فهو طارق . 
 nindex.php?page=showalam&ids=12734ولابن الرومي    : 
يا راقد الليل مسرورا بأوله     إن الحوادث قد يطرقن أسحارا 
لا تفرحن بليل طاب أوله     فرب آخر ليل أجج النارا 
وفي الصحاح : والطارق : النجم الذي يقال له كوكب الصبح . ومنه قول 
هند [ بنت بياضة بن رباح بن طارق الإيادي ] :  نحن بنات طارق     نمشي على النمارق 
أي إن أبانا في الشرف كالنجم المضيء . 
 nindex.php?page=showalam&ids=15151الماوردي    : وأصل الطرق : الدق ، ومنه سميت المطرقة ، فسمي قاصد الليل طارقا ، لاحتياجه في الوصول إلى الدق . وقال قوم : إنه قد يكون نهارا . والعرب تقول أتيتك اليوم طرقتين : أي مرتين . ومنه قوله - صلى الله عليه وسلم - : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=832503أعوذ بك من شر طوارق الليل والنهار ، إلا طارقا يطرق بخير يا رحمن   . وقال 
جرير  في الطروق :  
[ ص: 5 ] طرقتك صائدة القلوب وليس ذا     حين الزيارة فارجعي بسلام 
ثم بين فقال : 
وما أدراك ما الطارق النجم الثاقب والثاقب : المضيء . ومنه شهاب ثاقب . يقال : ثقب يثقب ثقوبا وثقابة : إذا أضاء . وثقوبه : ضوءه . والعرب تقول : أثقب نارك أي أضئها . قال : 
أذاع به في الناس حتى كأنه     بعلياء نار أوقدت بثقوب 
الثقوب : ما تشعل به النار من دقاق العيدان . وقال 
مجاهد    : الثاقب : المتوهج . 
القشيري  والمعظم على أن الطارق والثاقب اسم جنس أريد به العموم ، كما ذكرنا عن 
مجاهد    . 
وما أدراك ما الطارق تفخيما لشأن هذا المقسم به . وقال 
سفيان    : كل ما في القرآن ( وما أدراك ) ؟ فقد أخبره به . وكل شيء قال فيه ( وما يدريك ) : لم يخبره به   .