صفحة جزء
قوله تعالى : ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون

ولا تلبسوا الحق بالباطل اللبس : الخلط لبست عليه الأمر ألبسه ، إذا مزجت بينه بمشكله ، وحقه بباطله قال الله تعالى وللبسنا عليهم ما يلبسون وفي الأمر لبسة أي ليس بواضح ومن هذا المعنى قول علي رضي الله عنه للحارث بن حوط يا حارث ( إنه ملبوس عليك ، إن الحق لا يعرف بالرجال ، اعرف الحق تعرف أهله . ) وقالت الخنساء :


ترى الجليس يقول الحق تحسبه رشدا وهيهات فانظر ما به التبسا     صدق مقالته واحذر عداوته
والبس عليه أمورا مثل ما لبسا

وقال العجاج :


لما لبسن الحق بالتجني     غنين واستبدلن زيدا مني

روى سعيد عن قتادة في قوله : ولا تلبسوا الحق بالباطل ، يقول : لا تلبسوا اليهودية والنصرانية بالإسلام وقد علمتم أن دين الله - الذي لا يقبل غيره ولا يجزي إلا به - الإسلام وأن اليهودية والنصرانية بدعة وليست من الله . والظاهر من قول عنترة :

وكتيبة لبستها بكتيبة



[ ص: 320 ] أنه من هذا المعنى ، ويحتمل أن يكون من اللباس . وقد قيل هذا في معنى الآية ، أي لا تغطوا ومنه لبس الثوب يقال لبست الثوب ألبسه ولباس الرجل زوجته وزوجها لباسها قال الجعدي


إذا ما الضجيع ثنى جيدها     تثنت عليه فكانت لباسا

وقال الأخطل :


وقد لبست لهذا الأمر أعصره     حتى تجلل رأسي الشيب فاشتعلا

واللبوس : كل ما يلبس من ثياب ودرع قال الله تعالى وعلمناه صنعة لبوس لكم ولابست فلانا حتى عرفت باطنه وفي فلان ملبس أي مستمتع قال :


ألا إن بعد العدم للمرء قنوة     وبعد المشيب طول عمر وملبسا

ولبس الكعبة والهودج : ما عليهما من لباس ( بكسر اللام ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية