1. الرئيسية
  2. تفسير القرطبي
  3. سورة البقرة
  4. قوله تعالى إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئين من آمن بالله واليوم الآخر وعمل صالحا
صفحة جزء
الثالثة : قوله تعالى : والنصارى جمع واحده نصراني . وقيل : نصران بإسقاط الياء ، وهذا قول سيبويه . والأنثى نصرانة ، كندمان وندمانة . وهو نكرة يعرف بالألف واللام ، قال الشاعر :

صدت كما صد عما لا يحل له ساقي نصارى قبيل الفصح صوام



[ ص: 405 ] فوصفه بالنكرة . وقال الخليل : واحد النصارى نصري ، كمهري ومهارى . وأنشد سيبويه شاهدا على قوله :

تراه إذا دار العشا متحنفا     ويضحي لديه وهو نصران شامس



وأنشد :

فكلتاهما خرت وأسجد رأسها     كما أسجدت نصرانة لم تحنف



يقال : أسجد إذا مال . ولكن لا يستعمل نصران ونصرانة إلا بياءي النسب ؛ لأنهم قالوا : رجل نصراني وامرأة نصرانية . ونصره : جعله نصرانيا . وفي الحديث : ( فأبواه يهودانه أو ينصرانه ) . وقال عليه السلام : ( لا يسمع بي أحد من هذه الأمة يهودي ولا نصراني ثم لم يؤمن بالذي أرسلت به إلا كان من أصحاب النار ) . وقد جاءت جموع على غير ما يستعمل واحدها ، وقياسه النصرانيون . ثم قيل : سموا بذلك لقرية تسمى " ناصرة " كان ينزلها عيسى عليه السلام فنسب إليها فقيل : عيسى الناصري ، فلما نسب أصحابه إليه قيل النصارى ، قاله ابن عباس وقتادة . وقال الجوهري : ونصران قرية بالشام ينسب إليها النصارى ، ويقال ناصرة . وقيل : سموا بذلك لنصرة بعضهم بعضا ، قال الشاعر :

لما رأيت نبطا أنصارا     شمرت عن ركبتي الإزارا


كنت لهم من النصارى جارا

وقيل : سموا بذلك لقوله : من أنصاري إلى الله قال الحواريون نحن أنصار الله .

التالي السابق


الخدمات العلمية