قوله تعالى : 
قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها قال إنه يقول إنها بقرة صفراء فاقع لونها تسر الناظرين قوله تعالى : قالوا ادع لنا ربك يبين لنا ما لونها   " ما " استفهام مبتدأة ، و " لونها " الخبر . ويجوز نصب " لونها ب " يبين " ، وتكون ما زائدة . واللون واحد الألوان وهو هيئة كالسواد والبياض والحمرة . واللون : النوع . وفلان متلون : إذا كان لا يثبت على خلاق واحد وحال واحد ، قال : 
كل يوم تتلون غير هذا بك أجمل 
ولون البسر تلوينا : إذا بدا فيه أثر النضج . واللون : الدقل ، وهو ضرب من النخل . قال 
الأخفش  هو جماعة ، واحدها لينة . 
قوله : " صفراء " جمهور المفسرين أنها صفراء اللون ، من الصفرة المعروفة . قال   
[ ص: 420 ] مكي  عن بعضهم : حتى القرن والظلف . وقال 
الحسن   nindex.php?page=showalam&ids=13033وابن جبير    : كانت صفراء القرن والظلف فقط ، وعن 
الحسن  أيضا : صفراء معناه : سوداء ، قال الشاعر : 
تلك خيلي منه وتلك ركابي     هن صفر أولادها كالزبيب 
قلت : والأول أصح ؛ لأنه الظاهر ، وهذا شاذ لا يستعمل مجازا إلا في الإبل ، قال الله تعالى : 
كأنه جمالة صفر وذلك أن السود من الإبل سوادها صفرة . ولو أراد السواد لما أكده بالفقوع ، وذلك نعت مختص بالصفرة ، وليس يوصف السواد بذلك ، تقول العرب : أسود حالك وحلكوك وحلكوك ، ودجوجي وغربيب ، وأحمر قانئ ، وأبيض ناصع ولهق ولهاق ويقق ، وأخضر ناضر ، وأصفر فاقع ، هكذا نص نقلة اللغة عن العرب . قال 
الكسائي    : يقال فقع لونها يفقع فقوعا إذا خلصت صفرته . والإفقاع : سوء الحال . وفواقع الدهر بوائقه . وفقع بأصابعه إذا صوت ، ومنه حديث 
ابن عباس    : 
نهى عن التفقيع في الصلاة ، وهي الفرقعة ، وهي غمز الأصابع حتى تنقض . ولم ينصرف " صفراء " في معرفة ولا نكرة ؛ لأن فيها ألف التأنيث وهي ملازمة فخالفت الهاء ؛ لأن ما فيه الهاء ينصرف في النكرة ، كفاطمة وعائشة . 
قوله تعالى : 
فاقع لونها يريد خالصا لونها لا لون فيها سوى لون جلدها . 
تسر الناظرين قال وهب : كأن شعاع الشمس يخرج من جلدها ، ولهذا قال 
ابن عباس    : الصفرة تسر النفس   . وحض على لباس النعال الصفر ، حكاه عنه 
النقاش    . وقال 
علي بن أبي طالب  رضي الله عنه : من لبس نعلي جلد أصفر قل همه ، لأن الله تعالى يقول : 
صفراء فاقع لونها تسر الناظرين حكاه عنه 
الثعلبي    . ونهى 
ابن الزبير  ومحمد بن أبي كثير  عن لباس النعال السود ؛ لأنها تهم . ومعنى تسر : تعجب . وقال 
أبو العالية    : معناه في سمتها ومنظرها فهي ذات وصفين ، والله أعلم .