( 
وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا  ( 17 ) ) 
يقول تعالى منذرا كفار 
قريش  في تكذيبهم رسوله 
محمدا  صلى الله عليه وسلم بأنه قد أهلك أمما من المكذبين للرسل من بعد 
نوح  ، ودل هذا على أن القرون التي كانت بين 
آدم  ونوح  على الإسلام ، كما قاله 
ابن عباس   : كان بين 
آدم  ونوح  عشرة قرون كلهم على الإسلام . 
ومعناه : أنكم أيها المكذبون لستم أكرم على الله منهم ، وقد كذبتم أشرف الرسل وأكرم الخلائق ، فعقوبتكم أولى وأحرى . 
وقوله [ تعالى ] ( 
وكفى بربك بذنوب عباده خبيرا بصيرا  ) أي : هو عالم بجميع أعمالهم ، خيرها وشرها ، لا يخفى عليه منها خافية [ سبحانه وتعالى ] .