( 
ثم أرسلنا موسى وأخاه هارون بآياتنا وسلطان مبين  ( 45 ) 
إلى فرعون وملئه فاستكبروا وكانوا قوما عالين  ( 46 ) 
فقالوا أنؤمن لبشرين مثلنا وقومهما لنا عابدون  ( 47 ) 
فكذبوهما فكانوا من المهلكين  ( 48 ) 
ولقد آتينا موسى الكتاب لعلهم يهتدون  ( 49 ) ) . 
يخبر تعالى أنه بعث رسوله 
موسى ،  عليه السلام ، وأخاه 
هارون  إلى 
فرعون  وملئه ، بالآيات والحجج الدامغات ، والبراهين القاطعات ، وأن 
فرعون  وقومه استكبروا عن اتباعهما ، والانقياد لأمرهما ، لكونهما بشرين كما أنكرت الأمم الماضية بعثة الرسل من البشر ، تشابهت قلوبهم ، فأهلك الله 
فرعون  وملأه ، وأغرقهم في يوم واحد أجمعين ، 
وأنزل على موسى  الكتاب وهو التوراة فيها أحكامه وأوامره ونواهيه ، وذلك بعد ما قصم الله 
فرعون  والقبط ،  وأخذهم أخذ عزيز مقتدر; وبعد أن  
[ ص: 476 ] أنزل الله التوراة لم يهلك أمة بعامة ، بل أمر المؤمنين بقتال الكافرين ، كما قال تعالى : ( 
ولقد آتينا موسى الكتاب من بعد ما أهلكنا القرون الأولى بصائر للناس وهدى ورحمة لعلهم يتذكرون  ) [ القصص : 43 ] . 
ثم قال تعالى :