( 
إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم  ( 119 ) ) 
قال 
ابن أبي حاتم   : حدثنا أبي ، حدثنا 
عبد الرحمن بن صالح  ، حدثنا 
عبد الرحمن بن محمد بن عبيد الله الفزاري  عن 
شيبان النحوي  ، أخبرني 
قتادة  ، عن 
عكرمة  ، عن 
ابن عباس  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=824338 " أنزلت علي : ( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا  ) قال : " بشيرا بالجنة ، ونذيرا من النار "  . 
وقوله : ( 
ولا تسأل عن أصحاب الجحيم  ) قراءة أكثرهم ) ولا تسأل ) بضم التاء على الخبر . وفي قراءة 
أبي بن كعب   : " وما تسأل " وفي قراءة 
ابن مسعود   : " ولن تسأل عن أصحاب الجحيم "  
[ ص: 401 ] 
نقلهما 
ابن جرير  ، أي : لا نسألك عن كفر من كفر بك ، ( 
فإنما عليك البلاغ وعلينا الحساب  ) [ الرعد : 40 ] وكقوله تعالى : ( 
فذكر إنما أنت مذكر لست عليهم بمصيطر  ) الآية [ الغاشية : 21 ، 22 ] وكقوله تعالى : ( 
نحن أعلم بما يقولون وما أنت عليهم بجبار فذكر بالقرآن من يخاف وعيد  ) [ ق : 45 ] وأشباه ذلك من الآيات . 
وقرأ آخرون " ولا تسأل عن أصحاب الجحيم " بفتح التاء على النهي ، أي : لا تسأل عن حالهم ، كما قال 
عبد الرزاق   : 
أخبرنا 
الثوري  ، عن 
موسى بن عبيدة  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14980محمد بن كعب القرظي  ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : 
 " ليت شعري ما فعل أبواي ، ليت شعري ما فعل أبواي ، ليت شعري ما فعل أبواي ؟ " . فنزلت : ( ولا تسأل عن أصحاب الجحيم  ) فما ذكرهما حتى توفاه الله ، عز وجل  . 
ورواه 
ابن جرير  ، عن 
أبي كريب  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  ، عن 
موسى بن عبيدة  ، [ وقد تكلموا فيه عن 
محمد بن كعب   ] بمثله . وقد حكاه 
القرطبي  عن 
ابن عباس   nindex.php?page=showalam&ids=14980ومحمد بن كعب  قال 
القرطبي   : وهذا كما يقال : لا تسأل عن فلان ; أي : قد بلغ فوق ما تحسب ، وقد ذكرنا في التذكرة أن الله أحيا له أبويه حتى آمنا ، وأجبنا عن قوله : ( 
nindex.php?page=hadith&LINKID=820324إن أبي وأباك في النار  ) . ( قلت ) : والحديث المروي في حياة أبويه عليه السلام ليس في شيء من الكتب الستة ولا غيرها ، وإسناده ضعيف والله أعلم . 
ثم قال 
 [ ابن جرير ]  وحدثني 
القاسم  ، حدثنا 
الحسين  ، حدثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، أخبرني 
داود بن أبي عاصم   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=824339أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ذات يوم : " أين أبواي ؟ " . فنزلت : ( إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تسأل عن أصحاب الجحيم  )  . 
وهذا مرسل كالذي قبله . وقد رد 
ابن جرير  هذا القول المروي عن 
محمد بن كعب [ القرظي ]  وغيره في ذلك ، لاستحالة الشك من الرسول صلى الله عليه وسلم في أمر أبويه . واختار القراءة الأولى . وهذا الذي سلكه هاهنا فيه نظر ، لاحتمال أن هذا كان في حال استغفاره لأبويه قبل أن يعلم أمرهما ، فلما علم ذلك تبرأ منهما ، وأخبر عنهما أنهما من أهل النار [ كما ثبت ذلك في الصحيح ] ولهذا أشباه كثيرة ونظائر ، ولا يلزم ما ذكر 
ابن جرير   . والله أعلم . 
وقال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
موسى بن داود  ، حدثنا 
فليح بن سليمان  ، عن 
هلال بن علي  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16572عطاء بن يسار  ، قال : لقيت 
 nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص  ، فقلت : أخبرني عن صفة رسول الله صلى الله عليه وسلم في التوراة . فقال : أجل ، والله إنه لموصوف في التوراة بصفته في القرآن : يا أيها النبي إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ، وحرزا للأميين ، وأنت عبدي ورسولي ، سميتك المتوكل ، لا فظ ولا غليظ ولا  
[ ص: 402 ] سخاب في الأسواق ، ولا يدفع بالسيئة السيئة ولكن يعفو ويغفر ، ولن يقبضه حتى يقيم به الملة العوجاء ، بأن يقولوا : لا إله إلا الله . فيفتح به أعينا عميا ، وآذانا صما ، وقلوبا غلفا  . 
انفرد بإخراجه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  ، فرواه في البيوع عن 
محمد بن سنان  ، عن 
فليح  ، به . وقال : تابعه 
عبد العزيز بن أبي سلمة  ، عن 
هلال   . وقال 
سعيد   : عن 
هلال  ، عن 
عطاء  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=106عبد الله بن سلام   . ورواه في التفسير عن 
عبد الله  ، عن 
عبد العزيز بن أبي سلمة  ، عن 
هلال  ، عن 
عطاء  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13عبد الله بن عمرو بن العاص  ، به . فذكر نحوه ، 
فعبد الله هذا هو ابن صالح  ، كما صرح به في كتاب الأدب . وزعم 
أبو مسعود الدمشقي  أنه 
عبد الله بن رجاء   . 
وقد رواه الحافظ 
أبو بكر بن مردويه  في تفسير هذه الآية من البقرة ، عن 
أحمد بن الحسن بن أيوب  ، عن 
محمد بن أحمد بن البراء  ، عن 
المعافى بن سليمان  ، عن 
فليح  ، به . وزاد : قال 
عطاء   : ثم لقيت 
كعب الأحبار  ، فسألته فما اختلفا في حرف ، إلا أن 
كعبا  قال بلغته : أعينا عمومى ، وآذانا صمومى ، وقلوبا غلوفا