1. الرئيسية
  2. تفسير ابن كثير
  3. تفسير سورة غافر
  4. تفسير قوله تعالى " قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي "
صفحة جزء
( قل إني نهيت أن أعبد الذين تدعون من دون الله لما جاءني البينات من ربي وأمرت أن أسلم لرب العالمين ( 66 ) )

( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ومنكم من يتوفى من قبل ولتبلغوا أجلا مسمى ولعلكم تعقلون ( 67 ) هو الذي يحيي ويميت فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ( 68 ) )

يقول تعالى : قل يا محمد لهؤلاء المشركين : إن الله ينهى أن يعبد أحد سواه من الأصنام والأنداد [ ص: 157 ] والأوثان . وقد بين تعالى أنه لا يستحق العبادة أحد سواه ، في قوله : ( هو الذي خلقكم من تراب ثم من نطفة ثم من علقة ثم يخرجكم طفلا ثم لتبلغوا أشدكم ثم لتكونوا شيوخا ) أي : هو الذي يقلبكم في هذه الأطوار كلها ، وحده لا شريك له ، وعن أمره وتدبيره وتقديره يكون ذلك كله ، ( ومنكم من يتوفى من قبل ) أي : من قبل أن يوجد ويخرج إلى هذا العالم ، بل تسقطه أمه سقطا ، ومنهم من يتوفى صغيرا ، وشابا ، وكهلا قبل الشيخوخة ، كقوله : ( لنبين لكم ونقر في الأرحام ما نشاء إلى أجل مسمى ) [ الحج : 5 ] وقال هاهنا : ( ولعلكم تعقلون ) قال ابن جريج ، تتذكرون البعث .

ثم قال : ( هو الذي يحيي ويميت ) أي : هو المتفرد بذلك ، لا يقدر على ذلك أحد سواه ، ( فإذا قضى أمرا فإنما يقول له كن فيكون ) أي : لا يخالف ولا يمانع ، بل ما شاء كان [ لا محالة ] .

التالي السابق


الخدمات العلمية