[ ص: 306 ] تفسير سورة القتال [ وهي مدنية ] 
بسم الله الرحمن الرحيم 
( 
الذين كفروا وصدوا عن سبيل الله أضل أعمالهم  ( 1 ) 
والذين آمنوا وعملوا الصالحات وآمنوا بما نزل على محمد وهو الحق من ربهم كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم  ( 2 ) 
ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم  ( 3 ) ) . 
يقول تعالى : ( 
الذين كفروا  ) أي : بآيات الله ، ( 
وصدوا  ) غيرهم ( 
عن سبيل الله أضل أعمالهم  ) أي : أبطلها وأذهبها ، ولم يجعل لها جزاء ولا ثوابا ، كقوله تعالى : ( 
وقدمنا إلى ما عملوا من عمل فجعلناه هباء منثورا  ) [ الفرقان : 23 ] . 
ثم قال : ( 
والذين آمنوا وعملوا الصالحات  ) أي : آمنت قلوبهم وسرائرهم ، وانقادت جوارحهم وبواطنهم وظواهرهم ، ( 
وآمنوا بما نزل على محمد  ) ، عطف خاص على عام ، وهو دليل على أنه شرط في صحة الإيمان بعد بعثته صلوات الله وسلامه عليه . 
وقوله : ( 
وهو الحق من ربهم  ) جملة معترضة حسنة ; ولهذا قال : ( 
كفر عنهم سيئاتهم وأصلح بالهم  ) قال 
ابن عباس   : أي أمرهم . وقال 
مجاهد   : شأنهم . وقال 
قتادة  وابن زيد   : حالهم . والكل متقارب . وقد جاء في حديث تشميت العاطس : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=822937يهديكم الله ويصلح بالكم  " . 
ثم قال تعالى : ( 
ذلك بأن الذين كفروا اتبعوا الباطل  ) أي : إنما أبطلنا أعمال الكفار ، وتجاوزنا عن سيئات الأبرار ، وأصلحنا شئونهم ; لأن الذين كفروا اتبعوا الباطل ، أي : اختاروا الباطل على الحق ، ( 
وأن الذين آمنوا اتبعوا الحق من ربهم كذلك يضرب الله للناس أمثالهم  ) أي : يبين لهم مآل أعمالهم ، وما يصيرون إليه في معادهم .