( 
يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت وكان أمر الله مفعولا  ( 47 ) 
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما  ( 48 ) ) 
يقول تعالى - آمرا 
أهل الكتاب  بالإيمان بما نزل على عبده ورسوله 
محمد  صلى الله عليه وسلم من الكتاب العظيم الذي فيه تصديق الأخبار التي بأيديهم من البشارات ، ومتهددا لهم أن يفعلوا ، بقوله : ( 
من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها  ) قال بعضهم : معناه : من قبل أن نطمس وجوها . طمسها هو ردها إلى الأدبار ، وجعل أبصارهم من ورائهم . ويحتمل أن يكون المراد : من قبل أن نطمس وجوها فلا يبقى لها سمع ولا بصر ولا أثر ، ونردها مع ذلك إلى ناحية الأدبار . 
قال 
العوفي  عن 
ابن عباس   : ( 
من قبل أن نطمس وجوها  ) وطمسها أن تعمى ( 
فنردها على أدبارها  ) يقول : نجعل وجوههم من قبل أقفيتهم ، فيمشون القهقرى ، ونجعل لأحدهم عينين من قفاه . 
وكذا قال 
قتادة ،   nindex.php?page=showalam&ids=16574وعطية العوفي   . وهذا أبلغ في العقوبة والنكال ، وهذا مثل ضربه الله لهم في صرفهم عن الحق وردهم إلى الباطل ورجوعهم عن المحجة البيضاء إلى سبل الضلالة يهرعون ويمشون القهقرى على أدبارهم ، وهذا كما قال بعضهم في قوله : ( 
إنا جعلنا في أعناقهم أغلالا فهي إلى الأذقان فهم مقمحون . وجعلنا من بين أيديهم سدا  ) [ 
ومن خلفهم سدا فأغشيناهم فهم لا يبصرون  ] ) [ يس 8 ، 9 ] إن هذا مثل [ سوء ] ضربه الله لهم في ضلالهم ومنعهم عن الهدى .  
[ ص: 325 ] 
قال 
مجاهد   : ( 
من قبل أن نطمس وجوها  ) يقول : عن صراط الحق ، ( 
فنردها على أدبارها  ) أي : في الضلالة . 
قال 
ابن أبي حاتم   : وروي عن 
ابن عباس  ، 
والحسن  نحو هذا . 
قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : ( 
فنردها على أدبارها  ) فنمنعها عن الحق ، قال : نرجعها كفارا ونردهم قردة . 
وقال 
ابن زيد  نردهم إلى بلاد 
الشام  من أرض 
الحجاز   . 
وقد ذكر أن 
كعب الأحبار  أسلم حين سمع هذه الآية ، قال 
ابن جرير   : 
حدثنا 
أبو كريب  ، حدثنا 
جابر بن نوح  ، عن 
عيسى بن المغيرة  قال : تذاكرنا عند 
إبراهيم  إسلام 
كعب ،  فقال : أسلم 
كعب  زمان 
عمر ،  أقبل وهو يريد بيت 
المقدس ،  فمر على 
المدينة ،  فخرج إليه 
عمر  فقال : يا 
كعب ،  أسلم ، قال : ألستم تقرؤون في كتابكم ( 
مثل الذين حملوا التوراة [ ثم لم يحملوها كمثل الحمار يحمل ] أسفارا  ) وأنا قد حملت التوراة . قال : فتركه 
عمر   . ثم خرج حتى انتهى إلى 
حمص ،  فسمع رجلا من أهلها حزينا ، وهو يقول : ( 
يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) الآية . قال 
كعب   : يا رب آمنت ، يا رب ، أسلمت ، مخافة أن تصيبه هذه الآية ، ثم رجع فأتى أهله في 
اليمن ،  ثم جاء بهم مسلمين . 
وقد رواه 
ابن أبي حاتم  من وجه آخر بلفظ آخر ، فقال : حدثنا أبي ، حدثنا 
ابن نفيل  ، حدثنا 
عمرو بن واقد  ، عن 
يونس بن حلبس  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11811أبي إدريس عائذ الله الخولاني  قال : كان 
أبو مسلم الجليلي معلم كعب  ، وكان يلومه في إبطائه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : فبعثه إليه لينظر أهو هو ؟ قال كعب : فركبت حتى أتيت 
المدينة ،  فإذا تال يقرأ القرآن ، يقول : ( 
يا أيها الذين أوتوا الكتاب آمنوا بما نزلنا مصدقا لما معكم من قبل أن نطمس وجوها فنردها على أدبارها ) فبادرت الماء فاغتسلت وإني لأمسح وجهي مخافة أن أطمس ، ثم أسلمت . 
وقوله : ( 
أو نلعنهم كما لعنا أصحاب السبت  ) يعني : الذين اعتدوا في سبتهم بالحيلة على الاصطياد ، وقد مسخوا قردة وخنازير ، وسيأتي بسط قصتهم في سورة الأعراف . 
وقوله : ( 
وكان أمر الله مفعولا  ) أي : إذا أمر بأمر ، فإنه لا يخالف ولا يمانع . 
ثم أخبر تعالى : أنه ( 
لا يغفر أن يشرك به  ) أي : لا يغفر لعبد لقيه وهو مشرك به ( 
ويغفر ما دون ذلك  ) أي : من الذنوب ( 
لمن يشاء  ) أي : من عباده . 
وقد وردت أحاديث متعلقة بهذه الآية الكريمة ، فلنذكر منها ما تيسر :  
[ ص: 326 ] 
الحديث الأول : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
يزيد ،  أخبرنا 
صدقة بن موسى  ، حدثنا 
أبو عمران الجوني  ، عن 
يزيد بن بابنوس  عن 
عائشة  قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500913الدواوين عند الله ثلاثة ; ديوان لا يعبأ الله به شيئا ، وديوان لا يترك الله منه شيئا ، وديوان لا يغفره الله . فأما الديوان الذي لا يغفره الله ، فالشرك بالله ، قال الله عز وجل : ( إنه من يشرك بالله فقد حرم الله عليه الجنة  ) [ المائدة : 72 ] وأما الديوان الذي لا يعبأ الله به شيئا ، فظلم العبد نفسه فيما بينه وبين ربه ، من صوم يوم تركه ، أو صلاة تركها ; فإن الله يغفر ذلك ويتجاوز إن شاء . وأما الديوان الذي لا يترك الله منه شيئا ، فظلم العباد بعضهم بعضا ; القصاص لا محالة  " . 
تفرد به 
أحمد   . 
الحديث الثاني : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار  في : حدثنا 
أحمد بن مالك  ، حدثنا 
زائدة بن أبي الرقاد  ، عن 
زياد النميري  ، عن 
أنس بن مالك  ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=3500914الظلم ثلاثة ، فظلم لا يغفره الله ، وظلم يغفره الله ، وظلم لا يتركه الله : فأما الظلم الذي لا يغفره الله فالشرك ، وقال ( إن الشرك لظلم عظيم  ) [ لقمان : 13 ] وأما الظلم الذي يغفره الله فظلم العباد لأنفسهم فيما بينهم وبين ربهم ، وأما الظلم الذي لا يتركه فظلم العباد بعضهم بعضا ، حتى يدين لبعضهم من بعض  " . 
الحديث الثالث : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
صفوان بن عيسى  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15614ثور بن يزيد  ، عن 
أبي عون  ، عن 
أبي إدريس  قال : سمعت 
معاوية  يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821166كل ذنب عسى الله أن يغفره ، إلا الرجل يموت كافرا ، أو الرجل يقتل مؤمنا متعمدا  " . 
رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=15397النسائي ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن مثنى  ، عن 
صفوان بن عيسى  ، به . 
الحديث الرابع : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=11920هاشم بن القاسم  ، حدثنا 
عبد الحميد  ، حدثنا 
شهر ،  حدثنا 
ابن غنم  أن 
أبا ذر  حدثه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821167 " إن الله يقول : يا عبدي ، ما عبدتني ورجوتني فإني غافر لك على ما كان فيك ، يا عبدي ، إنك إن لقيتني بقراب الأرض خطيئة ما لم تشرك بي ، لقيتك بقرابها مغفرة  " . 
تفرد به 
أحمد  من هذا الوجه  
[ ص: 327 ]  . 
الحديث الخامس : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
عبد الصمد  ، حدثنا أبي ، حدثنا 
حسين ،  عن 
ابن بريدة  أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17344يحيى بن يعمر  حدثه ، أن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11822أبا الأسود الديلي  حدثه ، أن 
أبا ذر  حدثه قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821168أتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : " ما من عبد قال : لا إله إلا الله . ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة " قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق " قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق " . ثلاثا ، ثم قال في الرابعة : " على رغم أنف أبي ذر   " ! قال : فخرج أبو ذر  وهو يجر إزاره وهو يقول : وإن رغم أنف أبي ذر   " . وكان أبو ذر  يحدث بهذا بعد ويقول : وإن رغم أنف أبي ذر   . 
أخرجاه من حديث 
حسين ،  به . 
طريق أخرى عنه : قال 
 [ الإمام ] أحمد   : حدثنا 
أبو معاوية  ، حدثنا 
الأعمش ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب  ، عن 
أبي ذر  قال : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821169كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حرة المدينة  عشاء ، ونحن ننظر إلى أحد ، فقال : " يا أبا ذر   " . فقلت : لبيك يا رسول الله ، [ قال ] ما أحب أن لي أحدا ذاك عندي ذهبا أمسي ثالثة وعندي منه دينار ، إلا دينارا أرصده - يعني لدين - إلا أن أقول به في عباد الله هكذا " . وحثا عن يمينه وبين يديه وعن يساره . قال : ثم مشينا فقال : " يا أبا ذر ،  إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا " . فحثا عن يمينه ومن بين يديه وعن يساره . قال : ثم مشينا فقال : " يا أبا ذر  ، كما أنت حتى آتيك " . قال : فانطلق حتى توارى عني . قال : فسمعت لغطا فقلت : لعل رسول الله صلى الله عليه وسلم عرض له . قال فهممت أن أتبعه ، ثم ذكرت قوله : " لا تبرح حتى آتيك " فانتظرته حتى جاء ، فذكرت له الذي سمعت ، فقال : " ذاك جبريل  أتاني فقال : من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة " . قلت : وإن زنى وإن سرق ؟ قال : " وإن زنى وإن سرق  " . 
أخرجاه في الصحيحين من حديث 
الأعمش ،  به . 
وقد رواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12070البخاري  ومسلم  أيضا كلاهما ، عن 
قتيبة ،  عن 
جرير بن عبد الحميد  ، عن 
عبد العزيز بن رفيع  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15950زيد بن وهب  ، عن 
أبي ذر  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821170خرجت ليلة من الليالي ، فإذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يمشي وحده ، ليس معه إنسان ، قال : فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد . قال : فجعلت أمشي في ظل القمر ، فالتفت فرآني ، فقال : " من هذا ؟ " فقلت : أبو ذر ، جعلني الله فداك . قال : " يا أبا ذر  ، تعال " . قال : فمشيت معه ساعة فقال : " إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة إلا من أعطاه الله خيرا فنفح فيه عن يمينه وشماله ، وبين يديه وورائه ، وعمل فيه خيرا " . قال : فمشيت معه ساعة فقال لي : " اجلس هاهنا " ، قال : فأجلسني في قاع حوله حجارة ، فقال لي : " اجلس هاهنا حتى أرجع إليك " . قال : فانطلق في الحرة  حتى لا أراه ، فلبث عني فأطال اللبث ، ثم إني سمعته وهو مقبل ، وهو يقول : " وإن سرق وإن زنى " . قال : فلما جاء لم أصبر حتى قلت : يا نبي الله ، جعلني الله فداءك ، من تكلم  [ ص: 328 ] في جانب الحرة ؟ ما سمعت أحدا يرجع إليك شيئا . قال : " ذاك جبريل ،  عرض لي من جانب الحرة فقال : بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة . قلت : يا جبريل ،  وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم . قلت : وإن سرق وإن زنى ؟ قال : نعم ، وإن شرب الخمر  " . 
الحديث السادس : قال 
عبد بن حميد  في : أخبرنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16527عبيد الله بن موسى  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=11862أبي الزبير  ، عن 
جابر  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821171جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما الموجبتان ؟ قال : " من مات لا يشرك بالله شيئا وجبت له الجنة ، ومن مات يشرك بالله شيئا وجبت له النار  " . وذكر تمام الحديث . تفرد به من هذا الوجه . 
طريق أخرى : قال 
ابن أبي حاتم   : حدثنا أبي ، حدثنا 
الحسن بن عمرو بن خلاد الحراني  ، حدثنا 
منصور بن إسماعيل القرشي  ، حدثنا 
موسى بن عبيدة ، الربذي  ، أخبر 
عبد الله بن عبيدة  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=36جابر بن عبد الله  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
ما من نفس تموت ، لا تشرك بالله شيئا ، إلا حلت لها المغفرة ، إن شاء الله عذبها ، وإن شاء غفر لها : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء  ) . 
ورواه 
 nindex.php?page=showalam&ids=12201الحافظ أبو يعلى  في ، من حديث 
موسى بن عبيدة  ، عن أخيه 
عبد الله بن عبيدة  ، عن 
جابر ;  أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " لا تزال المغفرة على العبد ما لم يقع الحجاب " . قيل : يا نبي الله ، وما الحجاب ؟ قال : " الإشراك بالله " . قال : " ما من نفس تلقى الله لا تشرك به شيئا إلا حلت لها المغفرة من الله تعالى ، إن يشأ أن يعذبها ، وإن يشأ أن يغفر لها غفر لها " . ثم قرأ نبي الله : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء  )  . 
الحديث السابع : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
أبو نعيم  ، حدثنا 
زكريا ،  عن 
عطية ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=44أبي سعيد الخدري  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821172من مات لا يشرك بالله شيئا دخل الجنة "  . 
تفرد به من هذا الوجه . 
الحديث الثامن : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
حسن بن موسى  ، حدثنا 
ابن لهيعة  ، حدثنا 
أبو قبيل  ، عن 
عبد الله بن ناشر من بني سريع   قال : سمعت 
أبا رهم  قاص 
أهل الشام   يقول : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821173سمعت أبا أيوب الأنصاري  يقول : إن رسول الله صلى الله عليه وسلم خرج ذات يوم إليهم ، فقال لهم : " إن ربكم ، عز وجل ، خيرني  [ ص: 329 ] بين سبعين ألفا يدخلون الجنة عفوا بغير حساب ، وبين الخبيئة عنده لأمتي " . فقال له بعض أصحابه : يا رسول الله ، أيخبئ ذلك ربك ؟ فدخل رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم خرج وهو يكبر ، فقال : " إن ربي زادني مع كل ألف سبعين ألفا والخبيئة عنده " قال أبو رهم   : يا أبا أيوب  ، وما تظن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ فأكله الناس بأفواههم فقالوا : وما أنت وخبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ ! فقال أبو أيوب   : دعوا الرجل عنكم ، أخبركم عن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم كما أظن ، بل كالمستيقن . إن خبيئة رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يقول : من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ، وأن محمدا عبده ورسوله مصدقا لسانه قلبه أدخله الجنة  " . 
الحديث التاسع : قال 
ابن أبي حاتم   : حدثنا أبي ، حدثنا 
المؤمل بن الفضل الحراني  ، حدثنا 
عيسى بن يونس   ( ح ) وأخبرنا 
هاشم بن القاسم الحراني   - فيما كتب إلي - قال : حدثنا 
عيسى بن يونس  نفسه ، عن 
واصل بن السائب الرقاشي  ، عن 
أبي سورة ابن أخي أبي أيوب  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=50أبي أيوب الأنصاري  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=824925جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : إن لي ابن أخ لا ينتهي عن الحرام . قال : " وما دينه ؟ " قال : يصلي ويوحد الله تعالى . قال " استوهب منه دينه ، فإن أبى فابتعه منه " . فطلب الرجل ذاك منه فأبى عليه ، فأتى النبي صلى الله عليه وسلم فأخبره ، فقال : وجدته شحيحا في دينه . قال : فنزلت : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء  ) . 
الحديث العاشر : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12201الحافظ أبو يعلى   : حدثنا 
عمرو بن الضحاك  ، حدثنا أبي ، حدثنا 
مستور أبو همام الهنائي  ، حدثنا 
ثابت  عن 
أنس  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=824926جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ، ما تركت حاجة ولا ذا حاجة إلا قد أتيت . قال : " أليس تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ؟ " ثلاث مرات . قال : نعم . قال : " فإن ذلك يأتي على ذلك كله "  . 
الحديث الحادي عشر : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=12251الإمام أحمد   : حدثنا 
أبو عامر  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821174عن ضمضم بن جوس اليمامي  قال : قال لي  nindex.php?page=showalam&ids=3أبو هريرة   : يا يمامي لا تقولن لرجل : والله لا يغفر الله لك . أو لا يدخلك الجنة أبدا . قلت : يا أبا هريرة إن هذه كلمة يقولها أحدنا لأخيه وصاحبه إذا غضب قال : لا تقلها ، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " كان في بني إسرائيل رجلان كان أحدهما مجتهدا في العبادة ، وكان الآخر مسرفا على نفسه ، وكانا متآخيين وكان المجتهد لا يزال يرى الآخر على ذنب ، فيقول : يا هذا أقصر . فيقول : خلني وربي ! أبعثت علي رقيبا ؟ قال : إلى أن رآه يوما على ذنب استعظمه ، فقال له : ويحك ! أقصر ! قال : خلني وربي ! أبعثت علي رقيبا ؟ فقال : والله  [ ص: 330 ] لا يغفر الله لك - أو لا يدخلك الجنة أبدا - قال : فبعث الله إليهما ملكا فقبض أرواحهما واجتمعا عنده ، فقال للمذنب : اذهب فادخل الجنة برحمتي . وقال للآخر : أكنت بي عالما ؟ أكنت على ما في يدي قادرا ؟ اذهبوا به إلى النار . قال : فوالذي نفس أبي القاسم  بيده لتكلم بكلمة أوبقت دنياه وآخرته  " . 
ورواه 
أبو داود  ، من حديث 
 nindex.php?page=showalam&ids=16585عكرمة بن عمار  ، حدثني 
ضمضم بن جوس  ، به . 
الحديث الثاني عشر : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=14687الطبراني   : حدثنا 
أبو شيخ  عن 
محمد بن الحسن بن عجلان الأصبهاني  ، حدثنا 
سلمة بن شبيب  ، حدثنا 
إبراهيم بن الحكم بن أبان  ، عن أبيه ، عن 
عكرمة ،  عن 
ابن عباس  عن 
nindex.php?page=hadith&LINKID=824927رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " قال الله عز وجل : من علم أني ذو قدرة على مغفرة الذنوب غفرت له ولا أبالي ، ما لم يشرك بي شيئا "  . 
الحديث الثالث عشر : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13863الحافظ أبو بكر البزار  والحافظ أبو يعلى [ الموصلي ]  حدثنا 
هدبة   - هو 
ابن خالد   - حدثنا 
سهيل بن أبي حزم  ، عن 
ثابت ،  عن 
أنس  قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " 
nindex.php?page=hadith&LINKID=824928من وعده الله على عمل ثوابا فهو منجزه له ، ومن توعده على عمل عقابا فهو فيه بالخيار " . تفردا به . 
وقال 
ابن أبي حاتم   : حدثنا 
بحر بن نصر الخولاني  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15799خالد - يعني ابن عبد الرحمن الخراساني   - حدثنا 
الهيثم بن جماز  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=16012سلام بن أبي مطيع  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15558بكر بن عبد الله المزني  ، عن 
ابن عمر  قال : كنا أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم لا نشك في قاتل النفس ، وآكل مال اليتيم ، وقاذف المحصنات ، وشاهد الزور ، حتى نزلت هذه الآية : ( 
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء  ) فأمسك أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم عن الشهادة . 
ورواه 
ابن جرير  من حديث 
الهيثم بن حماد  به . 
وقال 
ابن أبي حاتم  أيضا : حدثنا 
عبد الملك بن أبي عبد الرحمن المقري  حدثنا 
عبد الله بن عاصم  ، حدثنا 
صالح   - يعني 
المري أبو بشر   - عن 
أيوب ،  عن 
نافع ،  عن 
ابن عمر  قال : كنا لا نشك فيمن أوجب الله له النار في الكتاب ، حتى نزلت علينا هذه الآية : ( 
إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء  ) قال : فلما سمعناها كففنا عن الشهادة ، وأرجينا الأمور إلى الله ، عز وجل  
[ ص: 331 ]  . 
وقال 
البزار   : حدثنا 
محمد بن عبد الرحيم  ، حدثنا 
شيبان بن أبي شيبة  ، حدثنا 
حرب بن سريج  ، عن 
أيوب ،  عن 
نافع ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=824929عن ابن عمر   [ رضي الله عنهما ] قال : كنا نمسك عن الاستغفار لأهل الكبائر ، حتى سمعنا نبينا صلى الله عليه وسلم يقول : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء  ) وقال : " أخرت شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي يوم القيامة " . 
وقال 
أبو جعفر الرازي  ، عن 
الربيع ،  أخبرني 
مجبر ،  عن 
عبد الله بن عمر  أنه قال : 
لما نزلت : ( قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله  ) [ إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم  ] ) [ الزمر : 53 ] ، قام رجل فقال : والشرك بالله يا نبي الله ؟ فكره ذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : ( إن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما  ) 
رواه 
ابن جرير   . وقد رواه 
ابن مردويه  من طرق عن 
ابن عمر   . 
وهذه الآية التي في سورة " تنزيل " مشروطة بالتوبة ، فمن تاب من أي ذنب وإن تكرر منه تاب الله عليه ; ولهذا قال : ( 
قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعا إنه هو الغفور الرحيم  ) [ الزمر : 53 ] أي : بشرط التوبة ، ولو لم يكن كذلك لدخل الشرك فيه ، ولا يصح ذلك ، لأنه تعالى ، قد حكم هاهنا بأنه لا يغفر الشرك ، وحكم بأنه يغفر ما عداه لمن يشاء ، أي : وإن لم يتب صاحبه ، فهذه أرجى من تلك من هذا الوجه ، والله أعلم . 
وقوله : ( 
ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما  ) كقوله ( 
إن الشرك لظلم عظيم  ) [ لقمان : 13 ] ، وثبت في الصحيحين ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=821176عن ابن مسعود  أنه قال : قلت : يا رسول الله ، أي الذنب أعظم ؟ قال : " أن تجعل لله ندا وهو خلقك . . . " وذكر تمام الحديث . 
وقال 
ابن مردويه   : حدثنا 
إسحاق بن إبراهيم بن زيد  ، حدثنا 
أحمد بن عمرو  ، حدثنا 
إبراهيم بن المنذر  ، حدثنا 
معن ،  حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15991سعيد بن بشير  حدثنا 
قتادة ،  عن 
الحسن ،  عن 
عمران بن حصين   ; 
أن رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم قال : " أخبركم بأكبر الكبائر : الشرك بالله " ثم قرأ : ( ومن يشرك بالله فقد افترى إثما عظيما  ) وعقوق الوالدين " . ثم قرأ : ( أن اشكر لي ولوالديك إلي المصير  )  [ ص: 332 ]  .