[ ص: 115 ]  ( 
كيف وإن يظهروا عليكم لا يرقبوا فيكم إلا ولا ذمة يرضونكم بأفواههم وتأبى قلوبهم وأكثرهم فاسقون  ( 8 ) ) 
يقول تعالى محرضا للمؤمنين على 
معاداة المشركين والتبري منهم ، ومبينا أنهم لا يستحقون أن يكون لهم عهد لشركهم بالله وكفرهم برسول الله ولو أنهم إذ ظهروا على المسلمين وأديلوا عليهم ، لم يبقوا ولم يذروا ، ولا راقبوا فيهم إلا ولا ذمة . 
قال 
علي بن أبي طلحة  ، 
وعكرمة  ، 
والعوفي  عن 
ابن عباس   : " الإل " : القرابة ، " والذمة " : العهد . وكذا قال 
الضحاك   nindex.php?page=showalam&ids=14468والسدي  ، كما قال 
تميم بن مقبل   : 
أفسد الناس خلوف خلفوا قطعوا الإل وأعراق الرحم 
وقال 
حسان بن ثابت   - رضي الله عنه - : 
وجدناهم كاذبا إلهم     وذو الإل والعهد لا يكذب 
وقال 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد   : ( 
لا يرقبون في مؤمن إلا  ) قال : الله . وفي رواية : لا يرقبون الله ولا غيره  . 
وقال 
ابن جرير   : حدثني 
يعقوب  ، حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية  ، عن 
سليمان  ، عن 
أبي مجلز  في قوله تعالى : ( 
لا يرقبون في مؤمن إلا ولا ذمة  ) مثل قوله : " جبرائيل " ، " ميكائيل " ، " إسرافيل " ، [ كأنه يقول : يضيف " جبر " ، و " ميكا " ، و " إسراف " ، إلى " إيل " ، يقول عبد الله : ( 
لا يرقبون في مؤمن إلا  ) ] كأنه يقول : لا يرقبون الله . 
والقول الأول أشهر وأظهر ، وعليه الأكثر . 
وعن 
مجاهد  أيضا : " الإل " : العهد . وقال 
قتادة   : " الإل " : الحلف .