( 
أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولو الألباب  ( 19 ) )  
[ ص: 450 ] 
يقول تعالى : لا يستوي من يعلم من الناس أن الذي ( 
أنزل إليك  ) يا 
محمد   ( 
من ربك  ) هو ) الحق ) أي : الذي لا شك فيه ولا مرية ولا لبس فيه ولا اختلاف فيه ، بل هو كله حق يصدق بعضه بعضا ، لا يضاد شيء منه شيئا آخر ، فأخباره كلها حق ، وأوامره ونواهيه عدل ، كما قال تعالى : ( 
وتمت كلمة ربك صدقا وعدلا  ) [ الأنعام : 115 ] أي : صدقا في الإخبار ، وعدلا في الطلب ، فلا يستوي من تحقق صدق ما جئت به يا 
محمد ،  ومن هو أعمى لا يهتدي إلى خير ولا يفهمه ، ولو فهمه ما انقاد له ، ولا صدقه ولا اتبعه ، كما قال تعالى : ( 
لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة أصحاب الجنة هم الفائزون  ) [ الحشر : 20 ] وقال في هذه الآية الكريمة : ( 
أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى  ) أي : أفهذا كهذا ؟ لا استواء . 
وقوله : ( 
إنما يتذكر أولو الألباب  ) أي : إنما يتعظ ويعتبر ويعقل أولو العقول السليمة الصحيحة جعلنا الله منهم [ بفضله وكرمه ] .