( 
ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون  ( 37 ) ) 
وهذا يدل على أن هذا دعاء ثان بعد الدعاء الأول الذي دعا به عندما ولى عن 
هاجر  وولدها - وذلك قبل بناء 
البيت  ، وهذا كان بعد بنائه - تأكيدا ورغبة إلى الله - عز وجل - ; ولهذا قال : ( 
عند بيتك المحرم  ) 
وقوله : ( 
ربنا ليقيموا الصلاة  ) قال 
ابن جرير   : هو متعلق بقوله : " المحرم " أي : إنما جعلته محرما ليتمكن أهله من إقامة الصلاة عنده .  
[ ص: 514 ] 
( 
فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم  ) قال 
ابن عباس  ، 
ومجاهد  ، 
 nindex.php?page=showalam&ids=15992وسعيد بن جبير   : لو قال : " أفئدة الناس " لازدحم عليه 
فارس  والروم  واليهود  والنصارى  والناس كلهم ، ولكن قال : ( من الناس ) فاختص به المسلمون . 
وقوله : ( 
وارزقهم من الثمرات  ) أي : ليكون ذلك عونا لهم على طاعتك وكما أنه ( 
واد غير ذي زرع  ) فاجعل لهم ثمارا يأكلونها . وقد استجاب الله ذلك ، كما قال : ( 
أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا  ) [ القصص : 57 ] وهذا من لطفه تعالى وكرمه ورحمته وبركته أنه ليس في 
البلد الحرام مكة  شجرة مثمرة ، وهي تجبى إليها ثمرات ما حولها ، استجابة لخليله 
إبراهيم   - عليه الصلاة والسلام - .