القول في تأويل قوله ( 
ليقطع طرفا من الذين كفروا أو يكبتهم فينقلبوا خائبين  ( 127 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بذلك جل ثناؤه : ولقد نصركم الله ببدر "ليقطع طرفا من الذين كفروا " ، ويعني ب "الطرف " ، الطائفة والنفر . 
يقول تعالى ذكره : ولقد نصركم الله 
ببدر ،  كما يهلك طائفة من الذين كفروا بالله ورسوله ، فجحدوا وحدانية ربهم ، ونبوة نبيهم 
محمد  صلى الله عليه وسلم ، كما : - 
7796 - حدثنا بشر قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة ،  قوله : " 
ليقطع طرفا من الذين كفروا  " ، 
فقطع الله يوم بدر طرفا من الكفار ، وقتل صناديدهم ورؤساءهم ، وقادتهم في الشر  . 
7797 - حدثت عن 
عمار ،  عن 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع ،  نحوه . 
7798 - حدثني 
محمد بن سنان  قال : حدثنا 
أبو بكر الحنفي ،  عن 
عباد ،  عن 
الحسن  في قوله : " 
ليقطع طرفا من الذين كفروا  " الآية كلها ، قال : هذا يوم بدر ، قطع الله طائفة منهم وبقيت طائفة  . 
7799 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة ،  عن 
ابن إسحاق   : " 
ليقطع طرفا من الذين كفروا  " ، أي : ليقطع طرفا من المشركين بقتل ينتقم به منهم .  
[ ص: 193 ] 
وقال آخرون : بل معنى ذلك : وما النصر إلا من عند الله ليقطع طرفا من الذين كفروا . وقال : إنما عنى بذلك من قتل بأحد . 
ذكر من قال ذلك : 
7800 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي  قال : ذكر الله قتلى المشركين - يعني بأحد - وكانوا ثمانية عشر رجلا فقال : " 
ليقطع طرفا من الذين كفروا  " ، ثم ذكر الشهداء فقال : ( 
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا  ) الآية . [ سورة آل عمران : 169 ] 
وأما قوله : "أو يكبتهم " ، فإنه يعني بذلك : أو يخزيهم بالخيبة مما رجوا من الظفر بكم . 
وقد قيل : إن معنى قوله : "أو يكبتهم " ، أو يصرعهم لوجوههم . ذكر بعضهم أنه سمع العرب تقول : "كبته الله لوجهه " ، بمعنى صرعه الله . 
قال 
أبو جعفر   : فتأويل الكلام : ولقد نصركم الله ببدر ليهلك فريقا من الكفار بالسيف ، أو يخزيهم بخيبتهم مما طمعوا فيه من الظفر "فينقلبوا خائبين " ، يقول : فيرجعوا عنكم خائبين ، لم يصيبوا منكم شيئا مما رجوا أن ينالوه منكم ، كما : - 
7801 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة ،  عن 
ابن إسحاق   : "أو يكبتهم فينقلبوا خائبين " ، أو يردهم خائبين ، أي : يرجع من بقي منهم فلا خائبين ، لم ينالوا شيئا مما كانوا يأملون .  
[ ص: 194 ] 
7802 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله : "أو يكبتهم " ، يقول : يخزيهم ، "فينقلبوا خائبين " . 
7803 - حدثت عن 
عمار ،  عن 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع ،  مثله .