القول في تأويل 
قوله ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  ) 
قال 
أبو جعفر   : اختلف القرأة في قراءة ذلك . 
فقرأته عامة 
قرأة أهل الحجاز  والمدينة  والبصرة   : ( 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  ) ، كلاهما بفتح "القاف " ، بمعنى : إن يمسسكم القتل والجراح ، يا معشر أصحاب 
محمد ،  فقد مس القوم من أعدائكم من المشركين قرح قتل وجراح مثله . 
وقرأ ذلك عامة قرأة 
الكوفة   : ( إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله ) . [ كلاهما بضم القاف ] .  
[ ص: 237 ] 
قال 
أبو جعفر   : وأولى القراءتين بالصواب قراءة من قرأ : " 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  " ، بفتح "القاف " في الحرفين ، لإجماع أهل التأويل على أن معناه : القتل والجراح ، فذلك يدل على أن القراءة هي الفتح . 
وكان بعض أهل العربية يزعم أن "القرح " و "القرح " لغتان بمعنى واحد . والمعروف عند أهل العلم بكلام العرب ما قلنا . 
ذكر من قال : إن "القرح " ، الجراح والقتل . 
7893 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم ،  عن 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  في قوله : " 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  " ، قال : جراح وقتل . 
7894 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد ،  مثله . 
7895 - حدثني 
محمد بن سنان  قال : حدثنا 
أبو بكر الحنفي ،  عن 
عباد ،  عن 
الحسن  في قوله : " 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  " ، قال : إن يقتلوا منكم يوم أحد ، فقد قتلتم منهم يوم 
بدر   . 
7896 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة ،  قوله : " 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  " ، والقرح الجراحة ، وذاكم يوم 
أحد ،  فشا في أصحاب نبي الله صلى الله عليه وسلم يومئذ القتل والجراحة ، فأخبرهم الله عز وجل أن القوم قد أصابهم من ذلك مثل الذي أصابكم ، وأن الذي أصابكم عقوبة  .  
[ ص: 238 ] 
7897 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
ابن أبي جعفر ،  عن أبيه ، عن 
الربيع  في قوله : " 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  " ، قال : ذلك 
يوم أحد ،  فشا في المسلمين الجراح ، وفشا فيهم القتل ، فذلك قوله : "إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله " ، يقول : إن كان أصابكم قرح فقد أصاب عدوكم مثله يعزي أصحاب 
محمد  صلى الله عليه وسلم ويحثهم على القتال  . 
7898 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله  " ، والقرح هي الجراحات  . 
7899 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة ،  عن 
ابن إسحاق   : "إن يمسسكم قرح " أي : جراح "فقد مس القوم قرح مثله " ، أي : جراح مثلها . 
7900 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
حفص بن عمر  قال : حدثنا 
الحكم بن أبان ،  عن 
عكرمة ،  عن 
ابن عباس  قال : نام المسلمون وبهم الكلوم يعني يوم أحد قال 
عكرمة   : وفيهم أنزلت : " 
إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس  " ، وفيهم أنزلت : ( 
إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون  ) [ سورة النساء : 104 ] . 
وأما تأويل قوله : " 
إن يمسسكم قرح  " ، فإنه : إن يصبكم . كما : - 
7901 - حدثني 
محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس   : " 
إن يمسسكم  " ، إن يصبكم .