1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة آل عمران
  4. القول في تأويل قوله تعالى "وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية"
صفحة جزء
[ ص: 320 ] القول في تأويل قوله ( وطائفة قد أهمتهم أنفسهم يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية )

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : "وطائفة منكم" ، أيها المؤمنون"قد أهمتهم أنفسهم" ، يقول : هم المنافقون لا هم لهم غير أنفسهم ، فهم من حذر القتل على أنفسهم ، وخوف المنية عليها في شغل ، قد طار عن أعينهم الكرى ، يظنون بالله الظنون الكاذبة ، ظن الجاهلية من أهل الشرك بالله ، شكا في أمر الله ، وتكذيبا لنبيه صلى الله عليه وسلم ، ومحسبة منهم أن الله خاذل نبيه ومعل عليه أهل الكفر به ، يقولون : هل لنا من الأمر من شيء . كالذي : -

8087 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة قال : والطائفة الأخرى : المنافقون ، ليس لهم هم إلا أنفسهم ، أجبن قوم وأرعبه وأخذله للحق ، يظنون بالله غير الحق ظنونا كاذبة ، إنما هم أهل شك وريبة في أمر الله : ( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) .

8088 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا عبد الله بن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع قال : والطائفة الأخرى المنافقون ، ليس لهم همة إلا أنفسهم ، يظنون بالله غير الحق ظن الجاهلية ، ( يقولون لو كان لنا من الأمر شيء ما قتلنا هاهنا ) قال الله عز وجل : ( قل لو كنتم في بيوتكم لبرز الذين كتب عليهم القتل إلى مضاجعهم ) الآية .

8089 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : [ ص: 321 ] " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " ، قال : أهل النفاق قد أهمتهم أنفسهم تخوف القتل ، وذلك أنهم لا يرجون عاقبة .

8090 - حدثني يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال : قال ابن زيد في قوله : " وطائفة قد أهمتهم أنفسهم " إلى آخر الآية ، قال : هؤلاء المنافقون .

وأما قوله : "ظن الجاهلية" ، فإنه يعني أهل الشرك . كالذي : -

8091 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة في قوله : " ظن الجاهلية " ، قال : ظن أهل الشرك .

8092 - حدثني المثنى قال : حدثنا إسحاق قال : حدثنا ابن أبي جعفر ، عن أبيه ، عن الربيع ، قوله : " ظن الجاهلية " ، قال : ظن أهل الشرك .

قال أبو جعفر : وفي رفع قوله : "وطائفة" ، وجهان .

أحدهما ، أن تكون مرفوعة بالعائد من ذكرها في قوله : "قد أهمتهم" .

والآخر : بقوله : "يظنون بالله غير الحق" ، ولو كانت منصوبة كان جائزا ، وكانت"الواو" ، في قوله : "وطائفة" ، ظرفا للفعل ، بمعنى : وأهمت طائفة أنفسهم ، كما قال ( والسماء بنيناها بأيد ) [ سورة الذاريات : 47 ] .

[ ص: 322 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية