1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة آل عمران
  4. القول في تأويل قوله تعالى"وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين "
صفحة جزء
[ ص: 377 ] القول في تأويل قوله ( وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا ( 166 ) )

قال أبو جعفر : يعني تعالى ذكره بذلك : والذي أصابكم"يوم التقى الجمعان" ، وهو يوم أحد ، حين التقى جمع المسلمين والمشركين . ويعني ب"الذي أصابهم" ، ما نال من القتل من قتل منهم ، ومن الجراح من جرح منهم"فبإذن الله ، " يقول : فهو بإذن الله كان يعني : بقضائه وقدره فيكم . .

وأجاب"ما" بالفاء ، لأن"ما" حرف جزاء ، وقد بينت نظير ذلك فيما مضى قبل .

"وليعلم المؤمنين وليعلم الذين نافقوا " ، بمعنى : وليعلم الله المؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا ، أصابكم ما أصابكم يوم التقى الجمعان بأحد ، ليميز أهل الإيمان بالله ورسوله المؤمنين منكم من المنافقين فيعرفونهم ، لا يخفى عليهم أمر الفريقين .

وقد بينا تأويل قوله : " وليعلم المؤمنين " فيما مضى ، وما وجه ذلك ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع . .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال ابن إسحاق .

8192 - حدثنا ابن حميد قال : حدثنا سلمة ، عن ابن إسحاق : " وما أصابكم يوم التقى الجمعان فبإذن الله وليعلم المؤمنين " ، أي : ما أصابكم حين التقيتم أنتم وعدوكم ، فبإذني كان ذلك حين فعلتم ما فعلتم ، بعد أن جاءكم [ ص: 378 ] نصري ، وصدقتكم وعدي ، ليميز بين المنافقين والمؤمنين ، وليعلم الذين نافقوا منكم ، أي : ليظهروا ما فيهم .

التالي السابق


الخدمات العلمية