القول في 
تأويل قوله جل ثناؤه : ( إني جاعل في الأرض  ) 
اختلف أهل التأويل في قوله : " 
إني جاعل  " فقال بعضهم : إني فاعل . 
ذكر من قال ذلك : 
597 - حدثنا 
القاسم بن الحسن  ، قال : حدثنا 
الحسين ،  قال : حدثني 
حجاج  ، عن 
جرير بن حازم  ، 
ومبارك ،  عن 
الحسن  ، 
وأبي بكر - يعني الهذلي  ، عن 
الحسن ،  وقتادة  قالوا : قال الله تعالى ذكره لملائكته : " 
إني جاعل في الأرض خليفة  " قال لهم : إني فاعل .  
[ ص: 448 ] 
وقال آخرون : إني خالق . 
ذكر من قال ذلك : 
598 - حدثت عن 
المنجاب بن الحارث ،  قال : حدثنا 
بشر بن عمارة ،  عن 
أبي روق  ، قال : كل شيء في القرآن " جعل " فهو خلق . 
قال 
أبو جعفر :  والصواب في تأويل قوله : " 
إني جاعل في الأرض خليفة  " : أي مستخلف في الأرض خليفة ، ومصير فيها خلفا . وذلك أشبه بتأويل قول 
الحسن  وقتادة   . 
وقيل : إن الأرض التي ذكرها الله في هذه الآية هي " 
مكة   " 
ذكر من قال ذلك : 
599 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
جرير  ، عن 
عطاء  ، عن 
ابن سابط   : 
أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : دحيت الأرض من مكة ،  وكانت الملائكة تطوف بالبيت ، فهي أول من طاف به ، وهي " الأرض " التي قال الله : " إني جاعل في الأرض خليفة  " وكان النبي إذا هلك قومه ، ونجا هو والصالحون ، أتاها هو ومن معه فعبدوا الله بها حتى يموتوا . فإن قبر نوح  وهود  وصالح  وشعيب  ، بين زمزم والركن والمقام .