صفحة جزء
[ ص: 229 ] القول في تأويل قوله ( ولا تقتلوا أنفسكم إن الله كان بكم رحيما ( 29 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ولا تقتلوا أنفسكم ، ولا يقتل بعضكم بعضا ، وأنتم أهل ملة واحدة ، ودعوة واحدة ، ودين واحد . فجعل - جل ثناؤه - أهل الإسلام كلهم بعضهم من بعض . وجعل القاتل منهم قتيلا - في قتله إياه ، منهم بمنزلة قتله نفسه ، إذ كان القاتل والمقتول أهل يد واحدة على من خالف ملتهما .

وبنحو ما قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

9165 - حدثنا محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : ولا تقتلوا أنفسكم ، يقول : أهل ملتكم .

9166 - حدثنا القاسم قال : حدثنا الحسين قال : حدثني حجاج ، عن ابن جريج ، عن عطاء بن أبي رباح : ولا تقتلوا أنفسكم ، قال : قتل بعضكم بعضا .

وأما قوله - جل ثناؤه - : إن الله كان بكم رحيما ، فإنه يعني : أن الله تبارك وتعالى لم يزل " رحيما " بخلقه ، ومن رحمته بكم كف بعضكم عن قتل بعض ، أيها المؤمنون ، بتحريم دماء بعضكم على بعض إلا بحقها ، وحظر أكل مال بعضكم على بعض بالباطل ، إلا عن تجارة يملك بها عليه برضاه وطيب نفسه ، لولا ذلك هلكتم وأهلك بعضكم بعضا قتلا وسلبا وغصبا .

التالي السابق


الخدمات العلمية