القول في 
تأويل قوله ( فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بقوله - جل ثناؤه - : " فالصالحات " المستقيمات الدين ، العاملات بالخير ، كما : 
9314 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15678حبان بن موسى  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=16418عبد الله بن المبارك  قال : سمعت 
سفيان  يقول : " فالصالحات " يعملن بالخير  .  
[ ص: 294 ] وقوله : " قانتات " يعني : مطيعات لله ولأزواجهن ، كما : 
9315 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم ،  عن 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد   : " قانتات " قال : مطيعات . 
9316 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد   : " قانتات " قال : مطيعات . 
9317 - حدثنا 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  مثله . 
9318 - حدثني 
علي بن داود  قال : حدثنا 
أبو صالح  قال : حدثني 
معاوية بن صالح ،  عن 
علي بن أبي طلحة ،  عن 
ابن عباس   : " قانتات " : مطيعات  . 
9319 - حدثنا 
الحسن بن معاذ  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   : " قانتات " أي : مطيعات لله ولأزواجهن  . 
9320 - حدثنا 
الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قال : أخبرنا 
معمر ،  عن 
قتادة  قال : " مطيعات " . 
9321 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن مفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " القانتات " المطيعات  . 
9322 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15678حبان بن موسى  قال : أخبرنا 
ابن المبارك  قال : سمعت 
سفيان  يقول في قوله : " قانتات " قال : مطيعات لأزواجهن . 
وقد بينا معنى " القنوت " فيما مضى ، وأنه الطاعة ، ودللنا على صحة ذلك من الشواهد بما أغنى عن إعادته . 
[ ص: 295 ] وأما قوله : 
حافظات للغيب فإنه يعني : حافظات لأنفسهن عند غيبة أزواجهن عنهن ، في فروجهن وأموالهم ، وللواجب عليهن من حق الله في ذلك وغيره كما : 
9323 - حدثنا 
بشر بن معاذ  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   : 
حافظات للغيب يقول : حافظات لما استودعهن الله من حقه ، وحافظات لغيب أزواجهن . 
9324 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن مفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : 
حافظات للغيب بما حفظ الله يقول : تحفظ على زوجها ماله وفرجها حتى يرجع ، كما أمرها الله . 
9325 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قال : قلت 
لعطاء  ما قوله : 
حافظات للغيب قال : حافظات للزوج  . 
9326 - حدثني 
زكريا بن يحيى بن أبي زائدة  قال : حدثنا 
حجاج  قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج   : سألت 
عطاء  عن 
حافظات للغيب قال : حافظات للأزواج  . 
9327 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15678حبان بن موسى  قال : أخبرنا 
ابن المبارك  قال : سمعت 
سفيان  يقول : 
حافظات للغيب حافظات لأزواجهن ، لما غاب من شأنهن . 
9328 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو صالح  قال : حدثنا 
أبو معشر  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15985سعيد بن أبي سعيد المقبري ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  قال : قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : 
خير النساء امرأة إذا نظرت إليها سرتك ، وإذا أمرتها أطاعتك ، وإذا غبت عنها حفظتك في نفسها ومالك . قال : ثم قرأ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - : " الرجال قوامون على النساء " الآية  .  
[ ص: 296 ] قال 
أبو جعفر   : وهذا الخبر عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يدل على صحة ما قلنا في تأويل ذلك ، وأن معناه : صالحات في أديانهن ، مطيعات لأزواجهن ، حافظات لهم في أنفسهن وأموالهم . 
وأما قوله : 
بما حفظ الله ، فإن القرأة اختلفت في قراءته . 
فقرأته عامة القرأة في جميع أمصار الإسلام : ( 
بما حفظ الله  ) برفع اسم " الله " على معنى : بحفظ الله إياهن إذ صيرهن كذلك ، كما : 
9329 - حدثني 
زكريا بن يحيى بن أبي زائدة  قال : حدثنا 
حجاج  قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  سألت 
عطاء  عن قوله : 
بما حفظ الله قال : يقول : حفظهن الله . 
9330 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15678حبان بن موسى  قال : أخبرنا 
ابن المبارك  قال : سمعت 
سفيان  يقول في قوله : 
بما حفظ الله ، قال : بحفظ الله إياه أنه جعلها كذلك . 
وقرأ ذلك 
أبو جعفر يزيد بن القعقاع المدني   " بما حفظ الله " يعني :  
[ ص: 297 ] بحفظهن الله في طاعته وأداء حقه بما أمرهن من حفظ غيب أزواجهن ، كقول الرجل للرجل : " ما حفظت الله في كذا وكذا " بمعنى : ما راقبته ولا خفته . 
قال 
أبو جعفر   : والصواب من القراءة في ذلك - ما جاءت به قرأة المسلمين من القراءة مجيئا يقطع عذر من بلغه ويثبت عليه حجته ، دون ما انفرد به 
أبو جعفر  فشذ عنهم . وتلك القراءة ترفع اسم " الله " تبارك وتعالى : ( 
بما حفظ الله  ) مع صحة ذلك في العربية وكلام العرب ، وقبح نصبه في العربية ؛ لخروجه عن المعروف من منطق العرب . 
وذلك أن العرب لا تحذف الفاعل مع المصادر من أجل أن الفاعل إذا حذف معها لم يكن للفعل صاحب معروف . 
وفي الكلام متروك ، استغني بدلالة الظاهر من الكلام عليه من ذكره ، ومعناه : فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ، فأحسنوا إليهن وأصلحوا . 
وكذلك هو فيما ذكر في قراءة 
ابن مسعود   . 
9331 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
عبد الرحمن بن أبي حماد  قال : حدثنا 
عيسى الأعمى  ، عن 
طلحة بن مصرف  قال : في قراءة 
عبد الله   : " فالصالحات قانتات للغيب بما حفظ الله فأصلحوا إليهن واللاتي تخافون نشوزهن " . 
9332 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن مفضل  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن السدي : ( 
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله  ) فأحسنوا إليهن  .  
[ ص: 298 ]  9333 - حدثني 
علي بن داود  قال : حدثنا 
عبد الله بن صالح  قال : حدثني 
معاوية بن صالح  ، عن 
علي بن أبي طلحة  ، عن 
ابن عباس  قوله : 
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله ، فأصلحوا إليهن  . 
9334 - حدثني 
علي بن داود  قال : حدثنا 
عبد الله بن صالح  قال : حدثني 
معاوية  ، عن 
علي بن أبي طلحة  ، عن ابن عباس قوله : 
فالصالحات قانتات حافظات للغيب بما حفظ الله يعني : إذا كن هكذا ، فأصلحوا إليهن  .