صفحة جزء
[ ص: 349 ] القول في تأويل قوله ( إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا ( 36 ) )

قال أبو جعفر : يعني بقوله جل ثناؤه إن الله لا يحب من كان مختالا إن الله لا يحب من كان ذا خيلاء .

والمختال المفتعل من قولك خال الرجل فهو يخول خولا وخالا ومنه قول الشاعر


فإن كنت سيدنا سدتنا وإن كنت للخال فاذهب فخل



ومنه قول العجاج


والخال ثوب من ثياب الجهال

[ ص: 350 ]

وأما الفخور فهو المفتخر على عباد الله بما أنعم الله عليه من آلائه وبسط له من فضله ولا يحمده على ما أتاه من طوله ولكنه به مختال مستكبر وعلى غيره به مستطيل مفتخر . كما

9491 - حدثني المثنى قال حدثنا أبو حذيفة قال حدثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد : إن الله لا يحب من كان مختالا قال : متكبرا فخورا قال يعد ما أعطي وهو لا يشكر الله .

9492 - حدثنا القاسم قال حدثنا الحسين قال حدثنا محمد بن كثير عن عبد الله بن واقد أبي رجاء الهروي قال لا تجد سيئ الملكة إلا وجدته مختالا فخورا ، وتلا وما ملكت أيمانكم إن الله لا يحب من كان مختالا فخورا " ولا عاقا إلا وجدته جبارا شقيا وتلا ( وبرا بوالدتي ولم يجعلني جبارا شقيا ) [ سورة مريم 32 ]

التالي السابق


الخدمات العلمية