صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإذا لآتيناهم من لدنا أجرا عظيما ولهديناهم صراطا مستقيما ( 68 ) ( 67 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك - جل ثناؤه - : ولو أنهم فعلوا ما يوعظون به لكان خيرا لهم ؛ لإيتائنا إياهم على فعلهم ما وعظوا به من طاعتنا والانتهاء إلى أمرنا " أجرا " يعني : جزاء وثوابا عظيما ، وأشد تثبيتا لعزائمهم وآرائهم ، وأقوى لهم على أعمالهم ؛ لهدايتنا إياهم صراطا مستقيما ، يعني : طريقا لا اعوجاج فيه ، وهو دين الله القويم الذي اختاره لعباده وشرعه لهم ، وذلك الإسلام . [ ص: 530 ]

ومعنى قوله : " ولهديناهم " ولوفقناهم للصراط المستقيم .

ثم ذكر - جل ثناؤه - ما وعد أهل طاعته وطاعة رسوله - عليه السلام - من الكرامة الدائمة لديه ، والمنازل الرفيعة عنده ، فقال : ( ومن يطع الله والرسول فأولئك مع الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين ) الآية .

التالي السابق


الخدمات العلمية