[ ص: 17 ] القول في تأويل قوله ( 
ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني جل ثناؤه بقوله : " 
ودوا لو تكفرون كما كفروا  " ، تمنى هؤلاء المنافقون الذين أنتم ، أيها المؤمنون ، فيهم فئتان أن تكفروا فتجحدوا وحدانية ربكم ، وتصديق نبيكم 
محمد  صلى الله عليه وسلم "كما كفروا" ، يقول : كما جحدوا هم ذلك " 
فتكونون سواء  " ، يقول : فتكونون كفارا مثلهم ، وتستوون أنتم وهم في الشرك بالله " 
فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا في سبيل الله  " ، يقول حتى يخرجوا من دار الشرك ويفارقوا أهلها الذين هم بالله مشركون ، إلى دار الإسلام وأهلها في سبيل الله ، يعني : في ابتغاء دين الله ، وهو سبيله ، فيصيروا عند ذلك مثلكم ، ويكون لهم حينئذ حكمكم ، كما : - 
10066 - حدثني 
محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس   : " 
ودوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء فلا تتخذوا منهم أولياء حتى يهاجروا  " ، يقول : حتى يصنعوا كما صنعتم يعني الهجرة في سبيل الله .