1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة النساء
  4. القول في تأويل قوله تعالى " ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( ومن يشاقق الرسول من بعد ما تبين له الهدى ويتبع غير سبيل المؤمنين نوله ما تولى ونصله جهنم وساءت مصيرا ( 115 ) )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : " ومن يشاقق الرسول " ، ومن يباين الرسول محمدا صلى الله عليه وسلم ، معاديا له ، فيفارقه على العداوة له " من بعد ما تبين له الهدى " ، يعني : من بعد ما تبين له أنه رسول الله ، وأن ما جاء به من عند الله يهدي إلى الحق وإلى طريق مستقيم " ويتبع غير سبيل المؤمنين " ، يقول : ويتبع طريقا غير طريق أهل التصديق ، ويسلك منهاجا غير [ ص: 205 ] منهاجهم ، وذلك هو الكفر بالله ، لأن الكفر بالله ورسوله غير سبيل المؤمنين وغير منهاجهم " نوله ما تولى " ، يقول : نجعل ناصره ما استنصره واستعان به من الأوثان والأصنام ، وهي لا تغنيه ولا تدفع عنه من عذاب الله شيئا ، ولا تنفعه ، كما : -

10427 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قوله : " نوله ما تولى " ، قال : من آلهة الباطل .

10428 - حدثني ابن المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

" ونصله جهنم " ، يقول : ونجعله صلاء نار جهنم ، يعني : نحرقه بها .

وقد بينا معنى "الصلى" فيما مضى قبل ، بما أغنى عن إعادته في هذا الموضع .

" وساءت مصيرا " ، يقول وساءت جهنم "مصيرا" ، موضعا يصير إليه من صار إليه .

ونزلت هذه الآية في الخائنين الذين ذكرهم الله في قوله : " ولا تكن للخائنين خصيما " ، لما أبى التوبة من أبى منهم ، وهو طعمة بن الأبيرق ، ولحق بالمشركين من عبدة الأوثان بمكة مرتدا ، مفارقا لرسول الله صلى الله عليه وسلم ودينه .

التالي السابق


الخدمات العلمية