القول في 
تأويل قوله ( ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  ) 
قال 
أبو جعفر   : اختلف أهل التأويل في الذين عنوا بقوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " . 
فقال بعضهم : عني بقوله : " 
ليس بأمانيكم  " ، أهل الإسلام . 
ذكر من قال ذلك : 
10490 - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12166محمد بن المثنى  قال : حدثنا 
محمد بن جعفر  قال : حدثنا 
شعبة ،  عن 
منصور ،  عن 
أبي الضحى ،  عن 
مسروق  قال : تفاخر 
النصارى  وأهل الإسلام ، فقال هؤلاء : نحن أفضل منكم! وقال هؤلاء : نحن أفضل منكم! قال : فأنزل الله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " . 
10491 - حدثنا 
ابن بشار  قال : حدثنا 
عبد الرحمن  قال : حدثنا 
سفيان ،  عن 
الأعمش ،  عن 
أبي الضحى ،  عن 
مسروق  قال : لما نزلت : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، قال أهل الكتاب : نحن وأنتم سواء! فنزلت هذه الآية : " 
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن  " . 
10492 - حدثني 
أبو السائب   nindex.php?page=showalam&ids=13631وابن وكيع  قالا : حدثنا 
أبو معاوية ،  عن  
[ ص: 229 ] الأعمش ،  عن 
مسلم ،  عن 
مسروق  في قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، قال : احتج المسلمون 
وأهل الكتاب ،  فقال المسلمون : نحن أهدى منكم! وقال 
أهل الكتاب   : نحن أهدى منكم! فأنزل الله : 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب قال : ففلج عليهم المسلمون بهذه الآية : " 
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن  " ، إلى آخر الآيتين . 
10493 - حدثنا 
بشر بن معاذ  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قال : ذكر لنا أن المسلمين 
وأهل الكتاب  افتخروا ، فقال 
أهل الكتاب   : نبينا قبل نبيكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، ونحن أولى بالله منكم! وقال المسلمون : نحن أولى بالله منكم ، نبينا خاتم النبيين ، وكتابنا يقضي على الكتب التي كانت قبله! فأنزل الله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، إلى قوله : " 
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا  " ، فأفلج الله حجة المسلمين على من ناوأهم من أهل الأديان  . 
10494 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن مفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : التقى ناس من 
اليهود  والنصارى ،  فقالت 
اليهود  للمسلمين : نحن خير منكم ، ديننا قبل دينكم ، وكتابنا قبل كتابكم ، ونبينا قبل نبيكم ، ونحن على دين إبراهيم ، ولن يدخل الجنة إلا من كان هودا! وقالت 
النصارى  مثل ذلك ، فقال المسلمون : كتابنا بعد كتابكم ، ونبينا بعد نبيكم ، وقد أمرتم أن تتبعونا وتتركوا أمركم ، فنحن خير منكم ، نحن على دين 
إبراهيم  وإسماعيل  وإسحاق ،  ولن يدخل الجنة إلا من كان على ديننا! فرد الله عليهم قولهم فقال : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، ثم فضل الله  
[ ص: 230 ] المؤمنين عليهم فقال : " 
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا  " . 
10495 - حدثت عن 
الحسين بن الفرج  قال : سمعت 
أبا معاذ  يقول ، أخبرنا 
عبيد بن سليمان  قال : سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، تخاصم أهل الأديان ، فقال أهل التوراة : كتابنا أول كتاب وخيرها ، ونبينا خير الأنبياء! وقال أهل الإنجيل نحوا من ذلك ، وقال أهل الإسلام : لا دين إلا دين الإسلام ، وكتابنا نسخ كل كتاب ، ونبينا خاتم النبيين ، وأمرنا أن نعمل بكتابنا ونؤمن بكتابكم! فقضى الله بينهم فقال : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، ثم خير بين أهل الأديان ففضل أهل الفضل فقال : " 
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن  " إلى قوله : " 
واتخذ الله إبراهيم خليلا  " . 
10496 - حدثني 
محمد بن سعد  قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، إلى : ولا نصيرا تحاكم أهل الأديان ، فقال أهل التوراة : كتابنا خير الكتب ، أنزل قبل كتابكم ، ونبينا خير الأنبياء! وقال أهل الإنجيل مثل ذلك ، وقال أهل الإسلام : لا دين إلا الإسلام ، كتابنا نسخ كل كتاب ، ونبينا خاتم النبيين ، وأمرتم وأمرنا أن نؤمن بكتابكم ، ونعمل بكتابنا! فقضى الله بينهم فقال : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، وخير بين أهل الأديان فقال : " 
ومن أحسن دينا ممن أسلم وجهه لله وهو محسن واتبع ملة إبراهيم حنيفا واتخذ الله إبراهيم خليلا  . " 
10497 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
يعلى بن عبيد   [ ص: 231 ] وأبو زهير ،  عن 
إسماعيل بن أبي خالد ،  عن 
أبي صالح  قال : جلس أناس من أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الإيمان ، فقال هؤلاء : نحن أفضل! وقال هؤلاء : نحن أفضل! فأنزل الله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " . ثم خص الله أهل الإيمان فقال : " 
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن  " . 
10498 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
أبو أسامة ،  عن 
إسماعيل ،  عن 
أبي صالح  قال : جلس أهل التوراة وأهل الإنجيل وأهل الزبور فتفاخروا فقال هؤلاء : نحن أفضل! وقال هؤلاء : نحن أفضل! وقال هؤلاء : نحن أفضل! فأنزل الله : " 
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا  " . 
10499 - حدثنا 
يحيى بن أبي طالب  قال : حدثنا 
يزيد  قال : أخبرنا 
جويبر ،  عن 
الضحاك  في قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، قال : افتخر أهل الأديان ، فقالت 
اليهود   : كتابنا خير الكتب وأكرمها على الله ، ونبينا أكرم الأنبياء على الله ، 
موسى  كلمه الله قبلا وخلا به نجيا ، وديننا خير الأديان! وقالت 
النصارى   : 
عيسى ابن مريم  خاتم الرسل ، وآتاه الله التوراة والإنجيل ، ولو أدركه 
موسى  لاتبعه ، وديننا خير الأديان! وقالت 
المجوس  وكفار العرب : ديننا أقدم الأديان وخيرها! وقال المسلمون : 
محمد  نبينا خاتم النبيين  
[ ص: 232 ] وسيد الأنبياء ، والفرقان آخر ما أنزل من الكتب من عند الله ، وهو أمين على كل كتاب ، والإسلام خير الأديان! فخير الله بينهم فقال : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " . 
وقال آخرون : بل عنى الله بقوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، أهل الشرك به من عبدة الأوثان . 
ذكر من قال ذلك : 
10500 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم ،  عن 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  في قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، قال : 
قريش ،  قالت : "لن نبعث ولن نعذب" . 
 10501 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد   : " 
ليس بأمانيكم  " ، قال : قالت 
قريش   : "لن نبعث ولن نعذب" ، فأنزل الله : " 
من يعمل سوءا يجز به  " . 
10502 - حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية  قال : حدثنا 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  في قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : قالت العرب : "لن نبعث ولن نعذب" ، وقالت 
اليهود  والنصارى   : ( 
لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى  ) [ سورة البقرة : 111 ] ، أو قالوا : ( 
لن تمسنا النار إلا أياما معدودة  ) ، [ سورة البقرة : 80 ] شك 
أبو بشر   . 
10503 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
مجاهد   : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، 
قريش   [ ص: 233 ] وكعب بن الأشرف   " 
من يعمل سوءا يجز به  " . 
10504 - حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : سمعت 
ابن زيد  يقول في قوله : " 
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب  " إلى آخر الآية ، قال : جاء 
حيي بن أخطب  إلى المشركين فقالوا له : يا 
حيي ،  إنكم أصحاب كتب ، فنحن خير أم 
محمد  وأصحابه؟ فقال : نحن وأنتم خير منه! فذلك قوله : ( 
ألم تر إلى الذين أوتوا نصيبا من الكتاب  ) إلى قوله : ( 
ومن يلعن الله فلن تجد له نصيرا  ) [ سورة النساء : 51 ، 52 ] . ثم قال للمشركين : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، فقرأ حتى بلغ : " 
ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن  " ، رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه 
فأولئك يدخلون الجنة ولا يظلمون نقيرا قال : ووعد الله المؤمنين أن يكفر عنهم سيئاتهم ، ولم يعد أولئك ، وقرأ : ( 
والذين آمنوا وعملوا الصالحات لنكفرن عنهم سيئاتهم ولنجزينهم أحسن الذي كانوا يعملون  )  [ سورة العنكبوت : 7 ] . 
10505 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
حكام ،  عن 
عنبسة ،  عن 
محمد بن عبد الرحمن ،  عن 
القاسم بن أبي بزة ،  عن 
مجاهد  في قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : قالت 
قريش   : "لن نبعث ولن نعذب"!  
[ ص: 234 ] 
وقال آخرون : عني به 
أهل الكتاب  خاصة . 
ذكر من قال ذلك : 
10506 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا أبي ، عن 
سفيان  قال : سمعت 
الضحاك  يقول : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " الآية ، قال : نزلت في أهل الكتاب حين خالفوا النبي صلى الله عليه وسلم . 
قال 
أبو جعفر   : وأولى التأويلين بالصواب في ذلك ، ما قال 
مجاهد   : من أنه عنى بقوله : " 
ليس بأمانيكم  " ، مشركي 
قريش   . 
وإنما قلنا ذلك أولى بالصواب ، لأن المسلمين لم يجر لأمانيهم ذكر فيما مضى من الآي قبل قوله : " 
ليس بأمانيكم  " ، وإنما جرى ذكر أماني نصيب الشيطان المفروض ، وذلك في قوله : " 
ولأمنينهم ولآمرنهم فليبتكن آذان الأنعام  " ، وقوله : " 
يعدهم ويمنيهم  " ، فإلحاق معنى قوله جل ثناؤه : " 
ليس بأمانيكم  " بما قد جرى ذكره قبل ، أحق وأولى من ادعاء تأويل فيه ، لا دلالة عليه من ظاهر التنزيل ، ولا أثر عن الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا إجماع من أهل التأويل . 
وإذ كان ذلك كذلك ، فتأويل الآية إذا : ليس الأمر بأمانيكم ، يا معشر أولياء الشيطان وحزبه ، التي يمنيكموها وليكم عدو الله ، من إنقاذكم ممن أرادكم بسوء ، ونصرتكم عليه وإظفاركم به ، ولا أماني أهل الكتاب الذين قالوا اغترارا بالله وبحلمه عنهم : ( 
لن تمسنا النار إلا أياما معدودة  ) و ( 
لن يدخل الجنة إلا من كان هودا أو نصارى  ) ، فإن الله مجازي كل عامل منكم جزاء عمله ، من يعمل منكم سوءا ، ومن غيركم ، يجز به ، ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ، ومن يعمل من الصالحات من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فأولئك يدخلون الجنة .  
[ ص: 235 ] 
ومما يدل أيضا على صحة ما قلنا في تأويل ذلك ، وأنه عني بقوله : " 
ليس بأمانيكم  " مشركو العرب ، كما قال 
مجاهد ،  أن الله وصف وعد الشيطان ما وعد أولياءه وأخبر بحال وعده ، ثم أتبع ذلك بصفة وعده الصادق بقوله : "
والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها أبدا وعد الله حقا  " ، وقد ذكر جل ثناؤه مع وصفه وعد الشيطان أولياءه ، تمنيته إياهم الأماني بقوله : " 
يعدهم ويمنيهم  " ، كما ذكر وعده إياهم . فالذي هو أشبه أن يتبع تمنيته إياهم من الصفة ، بمثل الذي أتبع عدته إياهم به من الصفة . 
وإذ كان ذلك كذلك ، صح أن قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " الآية ، إنما هو خبر من الله عن أماني أولياء الشيطان ، وما إليه صائرة أمانيهم مع سيئ أعمالهم من سوء الجزاء ، وما إليه صائرة أعمال أولياء الله من حسن الجزاء . وإنما ضم جل ثناؤه 
أهل الكتاب  إلى المشركين في قوله : " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب  " ، لأن أماني الفريقين من تمنية الشيطان إياهم التي وعدهم أن يمنيهموها بقوله : " 
ولأضلنهم ولأمنينهم ولآمرنهم  " . 
القول في 
تأويل قوله ( من يعمل سوءا يجز به  ) 
قال 
أبو جعفر   : اختلف أهل التأويل في تأويل ذلك . 
فقال بعضهم : عنى ب "السوء" كل معصية لله . وقالوا : معنى الآية : من يرتكب صغيرة أو كبيرة من مؤمن أو كافر من معاصي الله ، يجازه الله بها . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 236 ] 
10507 - حدثنا 
بشر بن معاذ  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة   : أن 
الربيع بن زياد  سأل 
أبي بن كعب  عن هذه الآية : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، فقال : ما كنت أراك إلا أفقه مما أرى! النكبة والعود والخدش . 
10508 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
غندر ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17235هشام الدستوائي  قال : حدثنا 
قتادة ،  عن 
الربيع بن زياد  قال : قلت 
 nindex.php?page=showalam&ids=34لأبي بن كعب   : قول الله تبارك وتعالى : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، والله إن كان كل ما عملنا جزينا به هلكنا! قال : والله إن كنت لأراك أفقه مما أرى! لا يصيب رجلا خدش ولا عثرة إلا بذنب ، وما يعفو الله عنه أكثر ، حتى اللدغة والنفحة . 
10509 - حدثنا 
القاسم بن بشر بن معروف  قال : حدثنا 
سليمان بن حرب  قال : حدثنا 
حماد بن زيد ،  عن 
حجاج الصواف ،  عن 
أيوب ،  عن 
أبي قلابة ،  عن 
أبي المهلب  قال : دخلت على 
عائشة  كي أسألها عن هذه الآية :  
[ ص: 237 ]  " 
ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، قالت : ذاك ما يصيبكم في الدنيا . 
10510 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثنا 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قال : أخبرني 
خالد   : أنه سمع 
 nindex.php?page=showalam&ids=16879مجاهدا  يقول في قوله : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : يجز به في الدنيا . قال قلت : وما تبلغ المصيبات؟ قال : ما تكره  . 
وقال آخرون : معنى ذلك : من يعمل سوءا من أهل الكفر ، يجز به . 
ذكر من قال ذلك : 
10511 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17376يزيد بن هارون ،  عن 
حماد بن سلمة ،  عن 
حميد ،  عن 
الحسن   : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : الكافر ، ثم قرأ : ( 
وهل نجازي إلا الكفور  ) [ سورة سبأ : 17 ] ، قال : من الكفار .  
[ ص: 238 ] 
10512 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
سهل ،  عن 
حميد ،  عن 
الحسن ،  مثله . 
10513 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
أبو همام الأهوازي ،  عن 
يونس بن عبيد ،  عن 
الحسن   : أنه كان يقول : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، و ( 
وهل نجازي إلا الكفور  ) ، [ سورة سبأ : 17 ] ، يعني بذلك الكفار ، لا يعني بذلك أهل الصلاة . 
10514 - حدثني 
الحارث  قال : حدثنا 
عبد العزيز  قال : حدثنا 
مبارك ،  عن 
الحسن  في قوله : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : والله ما جازى الله عبدا بالخير والشر إلا عذبه . قال : ( 
ليجزي الذين أساءوا بما عملوا ويجزي الذين أحسنوا بالحسنى  ) ، [ سورة النجم : 31 ] . قال : أما والله لقد كانت لهم ذنوب ، ولكنه غفرها لهم ولم يجازهم بها ، إن الله لا يجازي عبده المؤمن بذنب ، إذا توبقه ذنوبه . 
10515 - حدثني 
يونس  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال : سمعت 
ابن زيد  يقول في قوله : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : وعد الله المؤمنين أن يكفر عنهم سيئاتهم ، ولم يعد أولئك يعني المشركين  . 
10516 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
أبو معاوية ،  عن 
عاصم ،  عن 
الحسن   : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : إنما ذلك لمن أراد الله هوانه ، فأما من أراد كرامته ، فإنه من أهل الجنة : ( 
وعد الصدق الذي كانوا يوعدون  ) ، [ سورة الأحقاف : 16 ] 
10517 - حدثني 
يحيى بن أبي طالب  قال : أخبرنا 
يزيد  قال : أخبرنا 
جويبر ،  عن 
الضحاك   : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، يعني بذلك : 
اليهود  والنصارى   [ ص: 239 ] والمجوس  وكفار العرب" 
ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا  " . 
وقال آخرون : معنى "السوء" في هذا الموضع : الشرك . قالوا : وتأويل قوله : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، من يشرك بالله يجز بشركه " 
ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا  " . 
ذكر من قال ذلك : 
10518 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
عبد الله بن صالح  قال : حدثني 
معاوية ،  عن 
علي ،  عن 
ابن عباس  قوله : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، يقول : من يشرك يجز به وهو "السوء"" 
ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا  " ، إلا أن يتوب قبل موته فيتوب الله عليه  . 
10519 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
حكام ،  عن 
عنبسة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12526ابن أبي ليلى ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=15342المنهال بن عمرو ،  عن 
سعيد بن جبير   : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : الشرك . 
قال 
أبو جعفر   : وأولى التأويلات التي ذكرناها بتأويل الآية ، التأويل الذي ذكرناه عن 
أبي بن كعب   nindex.php?page=showalam&ids=25وعائشة   : وهو أن كل من عمل سوءا صغيرا أو كبيرا من مؤمن أو كافر ، جوزي به . 
وإنما قلنا ذلك أولى بتأويل الآية لعموم الآية كل عامل سوء ، من غير أن يخص أو يستثنى منهم أحد . فهي على عمومها ، إذ لم يكن في الآية دلالة على خصوصها ، ولا قامت حجة بذلك من خبر عن الرسول صلى الله عليه وسلم . 
فإن قال قائل : وأين ذلك من قول الله : ( 
إن تجتنبوا كبائر ما تنهون عنه نكفر عنكم سيئاتكم  ) . [ سورة النساء : 31 ] ؟ وكيف يجوز أن يجازي على ما قد وعد تكفيره؟  
[ ص: 240 ] 
قيل : إنه لم يعد بقوله : " 
نكفر عنكم سيئاتكم  " ، ترك المجازاة عليها ، وإنما وعد التكفير بترك الفضيحة منه لأهلها في معادهم ، كما فضح أهل الشرك والنفاق . فأما إذا جازاهم في الدنيا عليها بالمصائب ليكفرها عنهم بها ، ليوافوه ولا ذنب لهم يستحقون المجازاة عليه ، فإنما وفى لهم بما وعدهم بقوله : " 
نكفر عنكم سيئاتكم  " ، وأنجز لهم ما ضمن لهم بقوله : ( 
والذين آمنوا وعملوا الصالحات سندخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار  ) ، [ سورة النساء : 122 ] . 
وبنحو الذي قلنا في ذلك : تظاهرت الأخبار عن رسول الله صلى الله عليه وسلم . 
ذكر الأخبار الواردة بذلك : 
10520 - حدثنا 
أبو كريب   nindex.php?page=showalam&ids=16010وسفيان بن وكيع   nindex.php?page=showalam&ids=17206ونصر بن علي  وعبد الله بن أبي زياد القطواني  قالوا ، حدثنا 
سفيان بن عيينة ،  عن 
ابن محيصن ،  عن 
محمد بن قيس بن مخرمة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=3أبي هريرة  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810392لما نزلت هذه الآية : " من يعمل سوءا يجز به  " ، شقت على المسلمين ، وبلغت منهم ما شاء الله أن تبلغ ، فشكوا ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : قاربوا وسددوا ، ففي كل ما يصاب به المسلم كفارة ، حتى النكبة ينكبها ، أو الشوكة يشاكها  . 
10521 - حدثني 
عبد الله بن أبي زياد   nindex.php?page=showalam&ids=14386وأحمد بن منصور الرمادي  قالا : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15945زيد بن حباب  قال : حدثنا 
عبد الملك بن الحسن الحارثي  قال : حدثنا  
[ ص: 241 ] محمد بن زيد بن قنفذ ،  عن 
عائشة ،  عن 
أبي بكر  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812100لما نزلت : " من يعمل سوءا يجز به  " ، قال أبو بكر   : يا رسول الله ، كل ما نعمل نؤاخذ به؟ فقال : يا أبا بكر ،  أليس يصيبك كذا وكذا؟ فهو كفارته  . 
10522 - حدثني 
إبراهيم بن سعيد الجوهري  قال : حدثنا 
عبد الوهاب بن عطاء ،  عن 
زياد الجصاص ،  عن 
علي بن زيد ،  عن 
مجاهد  قال : حدثني 
عبد الله بن عمر   : أنه سمع 
أبا بكر  يقول : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810393سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول : من يعمل سوءا يجز به في الدنيا . 
10523 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
حكام ،  عن 
إسماعيل ،  عن 
أبي بكر بن أبي زهير ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=811422عن  nindex.php?page=showalam&ids=1أبي بكر الصديق  أنه قال : يا نبي الله ، كيف الصلاح بعد  [ ص: 242 ] هذه الآية؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : أية آية؟ قال يقول الله : " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، فما عملناه جزينا به؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم : غفر الله لك يا أبا بكر   ! ألست تمرض؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ قال : فهو ما تجزون به! 
10524 - حدثنا 
يونس  قال : حدثنا 
سفيان ،  عن 
إسماعيل بن أبي خالد  قال : أظنه عن 
أبي بكر الثقفي ،  عن 
أبي بكر  قال : لما نزلت هذه الآية : " 
من يعمل سوءا يجز به  " ، قال 
أبو بكر   : كيف الصلاح؟ ثم ذكر نحوه ، إلا أنه زاد فيه : ألست تنكب؟ 
10525 - حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  قال : حدثنا 
هشيم  قال : حدثنا 
إسماعيل بن أبي خالد ،  عن 
أبي بكر بن أبي زهير   : أن 
أبا بكر  قال للنبي صلى الله عليه وسلم : كيف الصلاح؟ فذكر مثله . 
10526 - حدثني 
محمد بن عبيد المحاربي  قال : حدثنا 
أبو مالك الجنبي ،  عن 
إسماعيل بن أبي خالد ،  عن 
أبي بكر بن أبي زهير الثقفي  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811423قال أبو بكر   : يا رسول الله ، فذكر نحوه إلا أنه قال : فكل سوء عملناه جزينا به؟ وقال أيضا : ألست تمرض؟ ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ أليس تصيبك اللأواء؟ قال : بلى ، قال : هو ما تجزون به! 
10527 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا أبي ، عن 
ابن أبي خالد ،  عن  
[ ص: 243 ] أبي بكر بن أبي زهير الثقفي  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810394لما نزلت هذه الآية : " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " ، قال : قال أبو بكر   : يا رسول الله ، وإنا لنجزى بكل شيء نعمله؟ قال : يا أبا بكر ، ألست تنصب؟ ألست تحزن؟ ألست تصيبك اللأواء؟ فهذا مما تجزون به  . 
10528 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
يحيى بن سعيد  قال : حدثنا 
ابن أبي خالد  قال : حدثني 
أبو بكر بن أبي زهير الثقفي ،  عن 
أبي بكر ،  فذكر مثله . 
10529 - حدثنا 
أبو السائب   nindex.php?page=showalam&ids=16010وسفيان بن وكيع  قالا : حدثنا 
أبو معاوية ،  عن 
الأعمش ،  عن 
مسلم  قال : قال 
أبو بكر   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811424يا رسول الله ، ما أشد هذه الآية : " من يعمل سوءا يجز به  "؟ قال : يا أبا بكر ،  إن المصيبة في الدنيا جزاء .  [ ص: 244 ] 
10530 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
روح بن عبادة  قال : حدثنا 
أبو عامر الخزاز ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=812101عن عائشة  قالت ، قلت : إني لأعلم أي آية في كتاب الله أشد . فقال لي النبي صلى الله عليه وسلم : أي آية؟ فقلت : " من يعمل سوءا يجز به  "! قال : "إن المؤمن ليجازى بأسوأ عمله في الدنيا" ، ثم ذكر أشياء منهن المرض والنصب ، فكان آخره أنه ذكر النكبة ، فقال : "كل ذي يجزى به بعمله ، يا عائشة ،  إنه ليس أحد يحاسب يوم القيامة إلا يعذب" . فقلت : أليس يقول الله : ( فسوف يحاسب حسابا يسيرا  ) ، [ سورة الانشقاق : 8 ] ؟ فقال : ذاك عند العرض ، إنه من نوقش الحساب عذب ، وقال بيده على إصبعه ، كأنه ينكته  .  
[ ص: 245 ] 
10531 - حدثني 
القاسم بن بشر بن معروف  قال : حدثنا 
سليمان بن حرب  قال : حدثنا 
حماد بن سلمة ،  عن 
علي بن زيد ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=3501902عن أمية  قالت : سألت عائشة  عن هذه الآية : ( وإن تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله  ) ، [ سورة البقرة : 284 ] ، و " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  " . قالت : ما سألني عنها أحد منذ سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عنها  [ ص: 246 ] فقال : يا عائشة ،  ذاك مثابة الله للعبد بما يصيبه من الحمى والكبر ، والبضاعة يضعها في كمه فيفقدها ، فيفزع لها فيجدها في كمه ، حتى إن المؤمن ليخرج من ذنوبه كما يخرج التبر الأحمر من الكير  . 
10532 - حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  قال : حدثنا 
هشيم  قال : أخبرنا 
أبو عامر الخزاز  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12531ابن أبي مليكة ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=811426عن عائشة  قالت : قلت يا رسول الله ، إني لأعلم أشد آية في القرآن! فقال : ما هي يا  nindex.php?page=showalam&ids=25عائشة؟  قلت : هي هذه الآية يا رسول الله : من يعمل سوءا يجز به فقال : هو ما يصيب العبد المؤمن ، حتى النكبة ينكبها . 
10533 - حدثني 
يعقوب بن إبراهيم  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=13382ابن علية ،  عن 
الربيع بن صبيح ،  عن 
عطاء  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811427لما نزلت : " ليس بأمانيكم ولا أماني أهل الكتاب من يعمل سوءا يجز به  "  [ ص: 247 ] قال أبو بكر   : يا رسول الله ، ما أشد هذه الآية؟ قال : يا أبا بكر ،  إنك تمرض ، وإنك تحزن ، وإنك يصيبك أذى ، فذاك بذاك  . 
10534 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قال : أخبرني 
عطاء بن أبي رباح  قال : 
لما نزلت قال أبو بكر   : جاءت قاصمة الظهر! فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : إنما هي المصيبات في الدنيا .