1. الرئيسية
  2. تفسير الطبري
  3. تفسير سورة النساء
  4. القول في تأويل قوله تعالى " وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما "
صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته وكان الله واسعا حكيما ( 130 ) )

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : فإن أبت المرأة التي قد نشز عليها زوجها - إذ أعرض عنها بالميل منه إلى ضرتها لجمالها أو شبابها ، أو غير ذلك مما تميل النفوس له إليها - الصلح بصفحها لزوجها عن يومها وليلتها ، وطلبت حقها منه من القسم والنفقة ، وما أوجب الله لها عليه وأبى الزوج الأخذ عليها بالإحسان الذي ندبه الله إليه بقوله : " وإن تحسنوا وتتقوا فإن الله كان بما تعملون خبيرا " ، وإلحاقها في القسم لها والنفقة والعشرة بالتي هو إليها مائل ، فتفرقا [ ص: 294 ] بطلاق الزوج إياها " يغن الله كلا من سعته " ، يقول : يغن الله الزوج والمرأة المطلقة من سعة فضله . أما هذه ، فبزوج هو أصلح لها من المطلق الأول ، أو برزق أوسع وعصمة . وأما هذا ، فبرزق واسع وزوجة هي أصلح له من المطلقة ، أو عفة وكان الله واسعا يعني : وكان الله واسعا لهما في رزقه إياهما وغيرهما من خلقه حكيما فيما قضى بينه وبينها من الفرقة والطلاق ، وسائر المعاني التي عرفناها من الحكم بينهما في هذه الآيات وغيرها ، وفي غير ذلك من أحكامه وتدبيره وقضاياه في خلقه .

وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

10672 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم ، عن عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله : " وإن يتفرقا يغن الله كلا من سعته " ، قال : الطلاق .

10673 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، مثله .

التالي السابق


الخدمات العلمية