القول في تأويل قوله ( 
وقولهم إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بذلك جل ثناؤه : وبقولهم إنا قتلنا المسيح 
عيسى ابن مريم  رسول الله . ثم كذبهم الله في قيلهم ، فقال : " 
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم  " ، يعني : وما قتلوا 
عيسى  وما صلبوه ولكن شبه لهم . 
واختلف أهل التأويل في صفة التشبيه الذي شبه 
لليهود  في أمر 
عيسى   . 
فقال بعضهم : لما أحاطت 
اليهود  به وبأصحابه ، أحاطوا بهم وهم لا يثبتون معرفة 
عيسى  بعينه ، وذلك أنهم جميعا حولوا في صورة 
عيسى ،  فأشكل على الذين كانوا يريدون قتل 
عيسى ،  عيسى  من غيره منهم ، وخرج إليهم بعض من كان في البيت مع 
عيسى ،  فقتلوه وهم يحسبونه 
عيسى   . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 368 ] 
10779 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
يعقوب القمي ،  عن 
هارون بن عنترة ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه  قال : أتي 
عيسى  ومعه سبعة عشر من الحواريين في بيت ، وأحاطوا بهم . فلما دخلوا عليهم صورهم الله كلهم على صورة 
عيسى ،  فقالوا لهم : سحرتمونا! لتبرزن لنا 
عيسى  أو لنقتلنكم جميعا! فقال 
عيسى  لأصحابه : من يشتري نفسه منكم اليوم بالجنة ؟ فقال رجل منهم : أنا! فخرج إليهم ، فقال : أنا 
عيسى  وقد صوره الله على صورة 
عيسى ،  فأخذوه فقتلوه وصلبوه . فمن ثم شبه لهم ، وظنوا أنهم قد قتلوا 
عيسى ،  وظنت 
النصارى  مثل ذلك أنه 
عيسى ،  ورفع الله 
عيسى  من يومه ذلك . 
وقد روي عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه  غير هذا القول ، وهو ما : - 
10780 - حدثني به 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
إسماعيل بن عبد الكريم  قال : حدثني 
عبد الصمد بن معقل   : أنه سمع 
وهبا  يقول : إن 
عيسى ابن مريم  عليه السلام لما أعلمه الله أنه خارج من الدنيا ، جزع من الموت وشق عليه ، فدعا 
الحواريين  فصنع لهم طعاما ، فقال : احضروني الليلة ، فإن لي إليكم حاجة . فلما اجتمعوا إليه من الليل ، عشاهم وقام يخدمهم . فلما فرغوا من الطعام أخذ يغسل أيديهم ويوضئهم بيده ، ويمسح أيديهم بثيابه ، فتعاظموا ذلك وتكارهوه ، فقال : ألا من رد علي شيئا الليلة مما أصنع ، فليس مني ولا أنا منه! فأقروه ، حتى إذا فرغ من ذلك قال : أما ما صنعت بكم الليلة ، مما خدمتكم على الطعام وغسلت أيديكم بيدي ، فليكن لكم بي أسوة ، فإنكم ترون أني خيركم ، فلا يتعظم بعضكم على بعض ، وليبذل بعضكم لبعض نفسه ، كما بذلت نفسي لكم . وأما حاجتي التي استعنتكم عليها ، فتدعون لي الله وتجتهدون في الدعاء : أن يؤخر أجلي . فلما نصبوا أنفسهم للدعاء وأرادوا أن يجتهدوا ، أخذهم النوم حتى  
[ ص: 369 ] لم يستطيعوا دعاء . فجعل يوقظهم ويقول : سبحان الله! ما تصبرون لي ليلة واحدة تعينوني فيها! قالوا : والله ما ندري ما لنا! لقد كنا نسمر فنكثر السمر ، وما نطيق الليلة سمرا ، وما نريد دعاء إلا حيل بيننا وبينه! فقال : يذهب بالراعي وتتفرق الغنم! وجعل يأتي بكلام نحو هذا ينعى به نفسه . ثم قال : الحق ، ليكفرن بي أحدكم قبل أن يصيح الديك ثلاث مرات ، وليبيعني أحدكم بدراهم يسيرة ، وليأكلن ثمني! فخرجوا فتفرقوا ، وكانت 
اليهود  تطلبه ، فأخذوا 
شمعون أحد الحواريين ،  فقالوا : هذا من أصحابه! فجحد وقال : ما أنا بصاحبه! فتركوه ، ثم أخذه آخرون فجحد كذلك . ثم سمع صوت ديك فبكى وأحزنه ، فلما أصبح أتى أحد 
الحواريين  إلى 
اليهود  فقال : ما تجعلون لي إن دللتكم على المسيح ؟ فجعلوا له ثلاثين درهما ، فأخذها ودلهم عليه . وكان شبه عليهم قبل ذلك ، فأخذوه فاستوثقوا منه ، وربطوه بالحبل ، فجعلوا يقودونه ويقولون له : أنت كنت تحيي الموتى ، وتنتهر الشيطان ، وتبرئ المجنون ، أفلا تنجي نفسك من هذا الحبل ؟! ويبصقون عليه ، ويلقون عليه الشوك ، حتى أتوا به الخشبة التي أرادوا أن يصلبوه عليها ، فرفعه الله إليه ، وصلبوا ما شبه لهم ، فمكث سبعا . 
ثم إن أمه والمرأة التي كان يداويها 
عيسى  فأبرأها الله من الجنون ، جاءتا تبكيان حيث المصلوب ، فجاءهما 
عيسى  فقال : علام تبكيان ؟ قالتا : عليك! فقال : إني قد رفعني الله إليه ، ولم يصبني إلا خير ، وإن هذا شيء شبه لهم ،  
[ ص: 370 ] فأمرا 
الحواريين  أن يلقوني إلى مكان كذا وكذا . فلقوه إلى ذلك المكان أحد عشر . وفقد الذي كان باعه ودل عليه 
اليهود ،  فسأل عنه أصحابه ، فقالوا : إنه ندم على ما صنع ، فاختنق وقتل نفسه . فقال : لو تاب لتاب الله عليه! ثم سألهم عن غلام يتبعهم يقال له : 
يحنى  فقال : هو معكم ، فانطلقوا ، فإنه سيصبح كل إنسان منكم يحدث بلغة قوم ، فلينذرهم وليدعهم . 
وقال آخرون : بل سأل 
عيسى  من كان معه في البيت أن يلقى على بعضهم شبهه ، فانتدب لذلك رجل ، فألقي عليه شبهه ، فقتل ذلك الرجل ، ورفع 
عيسى ابن مريم  عليه السلام . 
ذكر من قال ذلك : 
10781 - حدثنا 
بشر بن معاذ  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد ،  عن 
قتادة  قوله : " 
إنا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه  " إلى قوله : "وكان الله عزيزا حكيما" ، أولئك أعداء الله 
اليهود  ائتمروا بقتل 
عيسى ابن مريم  رسول الله ، وزعموا أنهم قتلوه وصلبوه . وذكر لنا أن نبي الله 
عيسى ابن مريم  قال لأصحابه : أيكم يقذف عليه شبهي ، فإنه مقتول ؟ فقال رجل من أصحابه : أنا ، يا نبي الله! فقتل ذلك الرجل ، ومنع الله نبيه ورفعه إليه  . 
10782 - حدثنا 
الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قال : أخبرنا 
معمر ،  عن 
قتادة  في قوله : " 
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم  " ، قال : ألقي شبهه على رجل من 
الحواريين  فقتل . وكان 
عيسى ابن مريم  عرض ذلك عليهم ، فقال : أيكم ألقي شبهي عليه ، وله الجنة ؟ فقال رجل : علي  .  
[ ص: 371 ] 
10783 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : أن بني إسرائيل حصروا 
عيسى  وتسعة عشر رجلا من 
الحواريين  في بيت ، فقال 
عيسى  لأصحابه : من يأخذ صورتي فيقتل وله الجنة ؟ فأخذها رجل منهم ، وصعد 
بعيسى  إلى السماء . فلما خرج 
الحواريون  أبصروهم تسعة عشر ، فأخبروهم أن 
عيسى  عليه السلام قد صعد به إلى السماء ، فجعلوا يعدون القوم فيجدونهم ينقصون رجلا من العدة ، ويرون صورة
عيسى  فيهم ، فشكوا فيه . وعلى ذلك قتلوا الرجل وهم يرون أنه 
عيسى  وصلبوه . فذلك قول الله تبارك وتعالى : " 
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم  " ، إلى قوله : " 
وكان الله عزيزا حكيما  " . 
10784 - حدثنا 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
القاسم بن أبي بزة   : أن 
عيسى ابن مريم  قال : أيكم يلقى عليه شبهي فيقتل مكاني ؟ فقال رجل من أصحابه : أنا ، يا رسول الله! فالقي عليه شبهه فقتلوه . فذلك قوله : " 
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم  " . 
10785 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة ،  عن 
ابن إسحاق  قال : كان اسم ملك بني إسرائيل الذي بعث إلى 
عيسى  ليقتله ، رجلا منهم يقال له 
داود   . فلما أجمعوا لذلك منه ، لم يفظع عبد من عباد الله بالموت فيما ذكر لي فظعه ، ولم يجزع منه جزعه ، ولم يدع الله في صرفه عنه دعاءه ، حتى إنه ليقول ، فيما يزعمون : "اللهم إن كنت صارفا هذه الكأس عن أحد من خلقك فاصرفها عني!" ، وحتى إن جلده من كرب ذلك ليتفصد دما . فدخل المدخل الذي أجمعوا أن يدخلوا عليه فيه ليقتلوه هو وأصحابه ، وهم ثلاثة عشر 
بعيسى   . فلما أيقن أنهم داخلون عليه ، قال لأصحابه من 
الحواريين  وكانوا اثني عشر رجلا  
[ ص: 372 ] فطرس ،  ويعقوب بن زبدي ،  ويحنس أخو يعقوب ،  وأندراييس ،  وفيلبس ،  وأبرثلما ،  ومتى ،  وتوماس ،  ويعقوب بن حلفيا ،  وتداوسيس ،  وقنانيا ،  ويودس زكريا يوطا   . 
قال 
ابن حميد ،  قال 
سلمة ،  قال 
ابن إسحاق   : وكان فيهم ، فيما ذكر لي ، رجل اسمه 
سرجس ،  فكانوا ثلاثة عشر رجلا سوى 
عيسى ،  جحدته 
النصارى ،  وذلك أنه هو الذي شبه 
لليهود  مكان 
عيسى   . قال : فلا أدري ما هو ؟ من هؤلاء الاثني عشر ، أم كان ثالث عشر ، فجحدوه حين أقروا 
لليهود  بصلب 
عيسى ،  وكفروا بما جاء به 
محمد  صلى الله عليه وسلم من الخبر عنه . فإن كانوا ثلاثة عشر فإنهم دخلوا المدخل حين دخلوا وهم 
بعيسى  أربعة عشر ، وإن كانوا اثني عشر ، فإنهم دخلوا المدخل حين دخلوا وهم 
بعيسى  ثلاثة عشر . 
حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
سلمة ،  عن 
ابن إسحاق  قال : حدثني رجل كان نصرانيا فأسلم : أن 
عيسى  حين جاءه من الله : " إني رافعك إلي " قال : يا معشر 
الحواريين ،  أيكم يحب أن يكون رفيقي في الجنة ، على أن يشبه للقوم في صورتي فيقتلوه مكاني ؟ فقال 
سرجس   : أنا ، يا روح الله! قال : فاجلس في مجلسي .  
[ ص: 373 ] فجلس فيه ، ورفع 
عيسى  صلوات الله عليه . فدخلوا عليه فأخذوه فصلبوه ، فكان هو الذي صلبوه وشبه لهم به . وكانت عدتهم حين دخلوا مع 
عيسى  معلومة ، قد رأوهم وأحصوا عدتهم . فلما دخلوا عليه ليأخذوه ، وجدوا 
عيسى  فيما يرون وأصحابه ، وفقدوا رجلا من العدة ، فهو الذي اختلفوا فيه ، وكانوا لا يعرفون 
عيسى ،  حتى جعلوا 
ليودس زكريا يوطا  ثلاثين درهما على أن يدلهم عليه ويعرفهم إياه ، فقال لهم : إذا دخلتم عليه ، فإني سأقبله ، وهو الذي أقبل ، فخذوه . فلما دخلوا عليه وقد رفع 
عيسى ،  رأى 
سرجس  في صورة 
عيسى ،  فلم يشكك أنه هو 
عيسى ،  فأكب عليه فقبله ، فأخذوه فصلبوه . ثم إن 
يودس زكريا يوطا  ندم على ما صنع ، فاختنق بحبل حتى قتل نفسه . وهو ملعون في 
النصارى ،  وقد كان أحد المعدودين من أصحابه . وبعض 
النصارى  يزعم أن 
يودس زكريا يوطا  هو الذي شبه لهم ، فصلبوه وهو يقول : "إني لست بصاحبكم! أنا الذي دللتكم عليه"! والله أعلم أي ذلك كان  . 
10786 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج  قال : قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج   : بلغنا أن 
عيسى ابن مريم  قال لأصحابه : أيكم ينتدب فيلقى عليه شبهي فيقتل ؟ فقال رجل من أصحابه : أنا ، يا نبي الله . فالقي عليه شبهه فقتل ، ورفع الله نبيه إليه . 
10787 - حدثنا 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم  قال : حدثنا 
عيسى ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد  في قوله : "شبه لهم" ، قال : صلبوا رجلا غير 
عيسى ،  يحسبونه إياه . 
10788 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل ،  عن 
ابن أبي نجيح ،  عن 
مجاهد   : "ولكن شبه لهم" ، فذكر نحوه .  
[ ص: 374 ] 
10789 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  عن 
مجاهد  قال : صلبوا رجلا شبهوه 
بعيسى ،  يحسبونه إياه ، ورفع الله إليه 
عيسى  حيا . 
قال 
أبو جعفر   : وأولى هذه الأقوال بالصواب ، أحد القولين اللذين ذكرناهما عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه   : من أن شبه 
عيسى  ألقي على جميع من كان في البيت مع 
عيسى  حين أحيط به وبهم ، من غير مسألة 
عيسى  إياهم ذلك . ولكن ليخزي الله بذلك 
اليهود ،  وينقذ به نبيه عليه السلام من مكروه ما أرادوا به من القتل ، ويبتلي به من أراد ابتلاءه من عباده في قيله في 
عيسى ،  وصدق الخبر عن أمره . أو : القول الذي رواه 
عبد الصمد  عنه . 
وإنما قلنا ذلك أولى القولين بالصواب ، لأن الذين شهدوا 
عيسى  من 
الحواريين ،  لو كانوا في حال ما رفع 
عيسى  وألقي شبهه على من ألقي عليه شبهه ، كانوا قد عاينوا وهو يرفع من بينهم ، وأثبتوا الذي القي عليه شبهه ، وعاينوه متحولا في صورته بعد الذي كان به من صورة نفسه بمحضر منهم ، لم يخف ذلك من أمر 
عيسى  وأمر من ألقي عليه شبهه عليهم ، مع معاينتهم ذلك كله ، ولم يلتبس ولم يشكل عليهم ، وإن أشكل على غيرهم من أعدائهم من 
اليهود  أن المقتول والمصلوب كان غير 
عيسى ،  وأن 
عيسى  رفع من بينهم حيا . 
وكيف يجوز أن يكون كان أشكل ذلك عليهم ، وقد سمعوا من 
عيسى  مقالته : "من يلقى عليه شبهي ، ويكون رفيقي في الجنة" ، إن كان قال لهم ذلك ، وسمعوا  
[ ص: 375 ] جواب مجيبه منهم : "أنا" ، وعاينوا تحول المجيب في صورة 
عيسى  بعقب جوابه ؟ ولكن ذلك كان إن شاء الله على نحو ما وصف 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه   : إما أن يكون القوم الذين كانوا مع 
عيسى  في البيت الذي رفع منه من حواريه ، حولهم الله جميعا في صورة 
عيسى  حين أراد الله رفعه ، فلم يثبتوا 
عيسى  معرفة بعينه من غيره لتشابه صور جميعهم ، فقتلت 
اليهود  منهم من قتلت وهم يرونه بصورة 
عيسى ،  ويحسبونه إياه ، لأنهم كانوا به عارفين قبل ذلك . وظن الذين كانوا في البيت مع 
عيسى  مثل الذي ظنت 
اليهود ،  لأنهم لم يميزوا شخص 
عيسى  من شخص غيره ، لتشابه شخصه وشخص غيره ممن كان معه في البيت . فاتفقوا جميعهم يعني : 
اليهود  والنصارى  من أجل ذلك على أن المقتول كان 
عيسى ،  ولم يكن به ، ولكنه شبه لهم ، كما قال الله جل ثناؤه : " 
وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم  " . 
أو يكون الأمر في ذلك كان على نحو ما روى 
عبد الصمد بن معقل ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=17285وهب بن منبه   : أن القوم الذين كانوا مع 
عيسى  في البيت ، تفرقوا عنه قبل أن يدخل عليه 
اليهود ،  وبقي 
عيسى ،  وألقي شبهه على بعض أصحابه الذين كانوا معه في البيت بعد ما تفرق القوم غير 
عيسى ،  وغير الذي ألقي عليه شبهه . ورفع 
عيسى ،  فقتل الذي تحول في صورة 
عيسى  من أصحابه ، وظن أصحابه 
واليهود  أن الذي قتل وصلب هو 
عيسى ،  لما رأوا من شبهه به ، وخفاء أمر 
عيسى  عليهم  . لأن رفعه وتحول المقتول في صورته ، كان بعد تفرق أصحابه عنه ، وقد كانوا سمعوا 
عيسى  من الليل ينعى نفسه ، ويحزن لما قد ظن أنه نازل به من الموت ، فحكوا ما كان عندهم حقا ، والأمر عند الله في الحقيقة بخلاف ما حكوا . فلم يستحق الذين حكوا ذلك من حوارييه أن يكونوا كذبة ، إذ حكوا ما كان حقا عندهم في الظاهر ،  
[ ص: 376 ] وإن كان الأمر كان عند الله في الحقيقة بخلاف الذي حكوا .