[ ص: 445 ] القول في تأويل قوله ( 
يبين الله لكم أن تضلوا  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني بذلك جل ثناؤه : يبين الله لكم قسمة مواريثكم ، وحكم الكلالة ، وكيف فرائضهم"أن تضلوا" ، بمعنى : لئلا تضلوا في أمر المواريث وقسمتها ، أي : لئلا تجوروا عن الحق في ذلك وتخطئوا الحكم فيه ، فتضلوا عن قصد السبيل ، كما : - 
10891 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثني 
حجاج ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  قوله : " 
يبين الله لكم أن تضلوا  " ، قال : في شأن المواريث . 
10892 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=12029محمد بن حميد المعمري  وحدثنا 
الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قالا جميعا ، أخبرنا 
معمر ،  عن 
أيوب ،  عن 
ابن سيرين  قال : كان 
عمر  إذا قرأ : " 
يبين الله لكم أن تضلوا  " قال : اللهم من بينت له الكلالة ، فلم تبين لي  . 
قال 
أبو جعفر   : وموضع "أن" في قوله : "يبين الله لكم أن تضلوا" ، نصب ، في قول بعض أهل العربية ، لاتصالها بالفعل . 
وفي قول بعضهم : خفض ، بمعنى : يبين الله لكم بأن لا تضلوا ، ولئلا تضلوا وأسقطت"لا" من اللفظ وهي مطلوبة في المعنى ، لدلالة الكلام عليها . والعرب تفعل ذلك ، تقول : "جئتك أن تلومني" ، بمعنى : جئتك أن لا تلومني ، كما قال 
القطامي  في صفة ناقة :  
[ ص: 446 ] رأينا ما يرى البصراء فيها فآلينا عليها أن تباعا 
بمعنى : أن لا تباع .