صفحة جزء
القول في تأويل قوله عز ذكره ( إلى الكعبين )

قال أبو جعفر : واختلف أهل التأويل في"الكعب" .

فقال بعضهم بما : -

11537 - حدثني أحمد بن حازم الغفاري قال : حدثنا أبو نعيم قال : حدثنا القاسم بن الفضل الحداني ، قال : قال أبو جعفر : أين"الكعبين"؟ فقال القوم : هاهنا . فقال : هذا رأس الساق! ولكن"الكعبين" هما عند المفصل [ ص: 81 ]

11538 - حدثني يونس قال : أخبرنا أشهب قال : قال مالك : " الكعب" الذي يجب الوضوء إليه ، هو الكعب الملتصق بالساق المحاذي العقب ، وليس بالظاهر في ظاهر القدم .

وقال آخرون بما : -

11539 - حدثنا الربيع قال : قال الشافعي : لم أعلم مخالفا في أن " الكعبين" اللذين ذكرهما الله في كتابه في الوضوء ، هما الناتئان وهما مجمع مفصل الساق والقدم

قال أبو جعفر : والصواب من القول في ذلك أن "الكعبين" هما العظمان اللذان في مفصل الساق والقدم ، تسميهما العرب "المنجمين" . وكان بعض أهل العلم بكلام العرب يقول : هما عظما الساق في طرفها

واختلف أهل العلم في وجوب غسلهما في الوضوء وفي الحد الذي ينبغي أن يبلغ بالغسل إليه من الرجلين نحو اختلافهم في وجوب غسل المرفقين ، وفي الحد الذي ينبغي أن يبلغ بالغسل إليه من اليدين . وقد ذكرنا ذلك ودللنا على الصحيح من القول فيه بعلله فيما مضى قبل ، بما أغنى عن إعادته .

التالي السابق


الخدمات العلمية