صفحة جزء
[ ص: 84 ] القول في تأويل قوله ( فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه )

قال أبو جعفر : يعني جل ثناؤه بقوله : "فلم تجدوا ماء فتيمموا صعيدا طيبا" فإن لم تجدوا أيها المؤمنون إذا قمتم إلى الصلاة وأنتم مرضى مقيمون ، أو على سفر أصحاء ، أو قد جاء أحد منكم من قضاء حاجته ، أو جامع أهله في سفره "ماء فتيمموا صعيدا طيبا" يقول : فتعمدوا واقصدوا وجه الأرض"طيبا" ، يعني : طاهرا نظيفا غير قذر ولا نجس ، جائزا لكم حلالا "فامسحوا بوجوهكم وأيديكم منه" يقول : فاضربوا بأيديكم الصعيد الذي تيممتموه وتعمدتموه بأيديكم ، فامسحوا بوجوهكم وأيديكم مما علق بأيديكم "منه" ، يعني : من الصعيد الذي ضربتموه بأيديكم من ترابه وغباره .

وقد بينا فيما مضى كيفية "المسح بالوجوه والأيدي منه" ، واختلاف المختلفين في ذلك ، والقول في معنى"الصعيد" ، و"التيمم" ، ودللنا على الصحيح من القول في كل ذلك بما أغنى عن تكريره في هذا الموضع .

التالي السابق


الخدمات العلمية