القول في 
تأويل قوله عز ذكره ( ذلك لهم خزي في الدنيا ولهم في الآخرة عذاب عظيم  ( 33 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني جل ثناؤه بقوله : "ذلك" ، هذا الجزاء الذي جازيت به الذين حاربوا الله ورسوله ، وسعوا في الأرض فسادا في الدنيا ، من قتل أو صلب أو قطع يد ورجل من خلاف "لهم" ، يعني : لهؤلاء المحاربين "خزي في الدنيا" ، يقول : هو لهم شر وعار وذلة ، ونكال وعقوبة في عاجل الدنيا قبل الآخرة . 
يقال منه : "أخزيت فلانا ، فخزي هو خزيا" . 
وقوله : "ولهم في الآخرة عذاب عظيم" ، يقول عز ذكره : لهؤلاء الذين حاربوا الله ورسوله وسعوا في الأرض فسادا ، فلم يتوبوا من فعلهم ذلك حتى هلكوا في  
[ ص: 277 ] الآخرة ، مع الخزي الذي جازيتهم به في الدنيا ، والعقوبة التي عاقبتهم بها فيها"عذاب عظيم" ، يعني : عذاب جهنم .