صفحة جزء
القول في تأويل قوله تعالى ( وأنهم إليه راجعون ( 46 ) )

قال أبو جعفر : و" الهاء والميم " اللتان في قوله : ( وأنهم ) من ذكر الخاشعين ، و" الهاء " في " إليه " من ذكر الرب تعالى ذكره في قوله : ( ملاقو ربهم ) فتأويل الكلمة : وإنها لكبيرة إلا على الخاشعين الموقنين أنهم إلى ربهم راجعون .

ثم اختلف في تأويل " الرجوع " الذي في قوله : ( وأنهم إليه راجعون ) فقال بعضهم ، بما : - [ ص: 23 ] 867 - حدثني به المثنى بن إبراهيم ، قال : حدثنا آدم ، قال : حدثنا أبو جعفر ، عن الربيع ، عن أبي العالية في قوله : ( وأنهم إليه راجعون ) ، قال : يستيقنون أنهم يرجعون إليه يوم القيامة .

وقال آخرون : معنى ذلك أنهم إليه يرجعون بموتهم .

وأولى التأويلين بالآية ، القول الذي قاله أبو العالية ; لأن الله تعالى ذكره ، قال في الآية التي قبلها : ( كيف تكفرون بالله وكنتم أمواتا فأحياكم ثم يميتكم ثم يحييكم ثم إليه ترجعون ) فأخبر جل ثناؤه أن مرجعهم إليه بعد نشرهم وإحيائهم من مماتهم ، وذلك لا شك يوم القيامة ، فكذلك تأويل قوله : ( وأنهم إليه راجعون ) .

التالي السابق


الخدمات العلمية