القول في تأويل قوله ( 
وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا فلا تأس على القوم الكافرين  ( 68 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني تعالى ذكره بقوله : " 
وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا  " ، وأقسم : ليزيدن كثيرا من هؤلاء 
اليهود  والنصارى  الذين قص قصصهم في هذه الآيات ، الكتاب الذي أنزلته إليك ، يا 
محمد   "طغيانا " ، يقول : تجاوزا وغلوا في التكذيب لك ، على ما كانوا عليه لك من ذلك قبل نزول  
[ ص: 475 ] الفرقان " وكفرا " يقول : وجحودا لنبوتك . 
وقد آتينا على البيان عن معنى"الطغيان " ، فيما مضى قبل . 
وأما قوله : "فلا تأس على القوم الكافرين " ، يعني بقوله : "فلا تأس " ، فلا تحزن . 
يقال : " آسى فلان على كذا " ، إذا حزن"يأسى أسى " ، ، ومنه قول الراجز : 
وانحلبت عيناه من فرط الأسى 
يقول تعالى ذكره لنبيه : لا تحزن ، يا 
محمد ،  على تكذيب هؤلاء الكفار من 
اليهود  والنصارى  من بني إسرائيل لك ، فإن مثل ذلك منهم عادة وخلق في أنبيائهم ، فكيف فيك؟ 
وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل .  
[ ص: 476 ] ذكر من قال ذلك : 
12286 - حدثني 
المثنى  قال ، حدثنا 
عبد الله بن صالح  قال ، حدثني 
معاوية بن صالح ،  عن 
علي بن أبي طلحة ،  عن 
ابن عباس   : " 
وليزيدن كثيرا منهم ما أنزل إليك من ربك طغيانا وكفرا  " ، قال : الفرقان ، يقول : فلا تحزن . 
12287 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال ، حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال ، حدثنا 
أسباط ،  عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي  قوله : " 
فلا تأس على القوم الكافرين  " ، قال : لا تحزن .