صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وقالوا لولا أنزل عليه ملك ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون ( 8 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : قال هؤلاء المكذبون بآياتي ، العادلون بي الأنداد والآلهة ، يا محمد ، لك لو دعوتهم إلى توحيدي والإقرار بربوبيتي ، وإذا أتيتهم من الآيات والعبر بما أتيتهم به ، واحتججت عليهم بما احتججت عليهم مما قطعت به عذرهم : هلا نزل عليك ملك من السماء في صورته ، يصدقك على ما جئتنا به ، ويشهد لك بحقيقة ما تدعي من أن الله أرسلك إلينا! [ ص: 267 ] كما قال - تعالى ذكره - مخبرا عن المشركين في قيلهم لنبي الله - صلى الله عليه وسلم - : وقالوا مال هذا الرسول يأكل الطعام ويمشي في الأسواق لولا أنزل إليه ملك فيكون معه نذيرا [ سورة الفرقان : 7 ] ، " ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " يقول : ولو أنزلنا ملكا على ما سألوا ، ثم كفروا ولم يؤمنوا بي وبرسولي ، لجاءهم العذاب عاجلا غير آجل ، ولم ينظروا فيؤخروا بالعقوبة مراجعة التوبة ، كما فعلت بمن قبلهم من الأمم التي سألت الآيات ، ثم كفرت بعد مجيئها ، من تعجيل النقمة ، وترك الإنظار ، كما : -

13078 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن مفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " يقول : لجاءهم العذاب .

13079 - حدثنا بشر قال : حدثنا يزيد قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة : " ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " يقول : ولو أنهم أنزلنا إليهم ملكا ، ثم لم يؤمنوا ، لم ينظروا .

13080 - حدثني محمد بن عمرو قال : حدثنا أبو عاصم قال : حدثنا عيسى ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد في قول الله - تعالى ذكره - : لولا أنزل إليه ملك ، في صورته ، " ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر " لقامت الساعة .

13081 - حدثنا ابن وكيع ، عن أبيه قال : حدثنا أبو أسامة ، عن سفيان الثوري ، عن عكرمة : " لقضي الأمر " قال : لقامت الساعة .

13082 - حدثنا الحسن بن يحيى قال : أخبرنا عبد الرزاق قال : أخبرنا معمر ، عن قتادة : " ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر " قال يقول : لو أنزل الله ملكا [ ص: 268 ] ثم لم يؤمنوا ، لعجل لهم العذاب .

وقال آخرون في ذلك بما : -

13083 - حدثنا أبو كريب قال : حدثنا عثمان بن سعيد قال : أخبرنا بشر بن عمارة ، عن أبي روق ، عن الضحاك ، عن ابن عباس قوله : " ولو أنزلنا ملكا لقضي الأمر ثم لا ينظرون " قالا لو أتاهم ملك في صورته لماتوا ، ثم لم يؤخروا طرفة عين .

التالي السابق


الخدمات العلمية