صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( الذين خسروا أنفسهم فهم لا يؤمنون ( 12 ) )

قال أبو جعفر : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " الذين خسروا أنفسهم " العادلين به الأوثان والأصنام . يقول - تعالى ذكره - : ليجمعن الله " الذين خسروا أنفسهم " يقول : الذين أهلكوا أنفسهم وغبنوها بادعائهم لله الند والعديل ، فأوبقوها باستيجابهم سخط الله وأليم عقابه في المعاد .

وأصل " الخسار " الغبن . يقال منه " : خسر الرجل في البيع " إذا غبن ، كما قال الأعشى :


لا يأخذ الرشوة في حكمه ولا يبالي خسر الخاسر

[ ص: 281 ]

وقد بينا ذلك في غير هذا الموضع ، بما أغنى عن إعادته .

وموضع " الذين " في قوله : " الذين خسروا أنفسهم " نصب على الرد على " الكاف والميم " في قوله : " ليجمعنكم " على وجه البيان عنها . وذلك أن الذين خسروا أنفسهم ، هم الذين خوطبوا بقوله : " ليجمعنكم " .

وقوله : " فهم لا يؤمنون " يقول : " فهم " لإهلاكهم أنفسهم وغبنهم إياه حظها " لا يؤمنون " أي لا يوحدون الله ، ولا يصدقون بوعده ووعيده ، ولا يقرون بنبوة محمد - صلى الله عليه وسلم - .

التالي السابق


الخدمات العلمية