القول في تأويل قوله ( 
قل أغير الله أتخذ وليا فاطر السماوات والأرض وهو يطعم ولا يطعم  ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول - تعالى ذكره - لنبيه 
محمد   - صلى الله عليه وسلم - : " قل " يا 
محمد ،  لهؤلاء المشركين العادلين بربهم الأوثان والأصنام ، والمنكرين عليك إخلاص التوحيد لربك ، الداعين إلى عبادة الآلهة والأوثان : أشيئا غير الله - تعالى ذكره - : " أتخذ وليا " أستنصره وأستعينه على النوائب والحوادث ، كما : - 
13110 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
قل أغير الله أتخذ وليا  " قال : أما " الولي " فالذي يتولونه ويقرون له بالربوبية  . 
" 
فاطر السماوات والأرض  " يقول : أشيئا غير الله فاطر السماوات والأرض أتخذ وليا؟ ف " فاطر السماوات " من نعت " الله " وصفته ، ولذلك خفض .  
[ ص: 283 ] 
ويعني بقوله : " 
فاطر السماوات والأرض  " مبتدعهما ومبتدئهما وخالقهما ، كالذي : - 
13111 - حدثنا به 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17293يحيى بن سعيد القطان  ، عن 
سفيان  ، عن 
إبراهيم بن مهاجر  ، عن 
مجاهد  قال : سمعت 
ابن عباس  يقول : كنت لا أدري ما " 
فاطر السماوات والأرض  " حتى أتاني أعرابيان يختصمان في بئر ، فقال أحدهما لصاحبه : " أنا فطرتها " يقول : أنا ابتدأتها  . 
13112 - حدثنا 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
فاطر السماوات والأرض  " قال : خالق السماوات والأرض  . 
13113 - حدثنا 
الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قال : أخبرنا 
معمر  ، عن 
قتادة  في قوله : " 
فاطر السماوات والأرض  " قال : خالق السماوات والأرض  . 
يقال من ذلك : " فطرها الله يفطرها ويفطرها فطرا وفطورا " ومنه قوله : هل ترى من فطور [ سورة الملك : 3 ] ، يعني : شقوقا وصدوعا . يقال : " سيف فطار " إذا كثر فيه التشقق ، وهو عيب فيه ، ومنه قول 
عنترة   : 
وسيفي كالعقيقة فهو كمعي ، سلاحي ، لا أفل ولا فطارا 
 [ ص: 284 ] 
ومنه يقال : " فطر ناب الجمل " إذا تشقق اللحم فخرج ، ومنه قوله : 
تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن  [ سورة الشورى : 5 ] ، أي : يتشققن ، ويتصدعن . 
وأما قوله : " 
وهو يطعم ولا يطعم  " فإنه يعني : وهو يرزق خلقه ولا يرزق ، كما : - 
13114 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي   : " 
وهو يطعم ولا يطعم  " قال : يرزق ، ولا يرزق  . 
وقد ذكر عن بعضهم أنه كان يقرأ ذلك : " وهو يطعم ولا يطعم " أي : أنه يطعم خلقه ، ولا يأكل هو ولا معنى لذلك ، لقلة القرأة به .