صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين ( 29 ) )

قال أبو جعفر : وهذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن هؤلاء المشركين العادلين به الأوثان والأصنام ، الذين ابتدأ هذه السورة بالخبر عنهم . [ ص: 323 ]

يقول - تعالى ذكره - : " وقالوا إن هي إلا حياتنا الدنيا " يخبر عنهم أنهم ينكرون أن الله يحيي خلقه بعد أن يميتهم ، ويقولون : " لا حياة بعد الممات ، ولا بعث ولا نشور بعد الفناء " . فهم بجحودهم ذلك ، وإنكارهم ثواب الله وعقابه في الدار الآخرة ، لا يبالون ما أتوا وما ركبوا من إثم ومعصية ، لأنهم لا يرجون ثوابا على إيمان بالله وتصديق برسوله وعمل صالح بعد موت ، ولا يخافون عقابا على كفرهم بالله ورسوله وسيئ من عمل يعملونه .

وكان ابن زيد يقول : هذا خبر من الله - تعالى ذكره - عن هؤلاء الكفرة الذين وقفوا على النار : أنهم لو ردوا إلى الدنيا لقالوا : " إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين " .

13184 - حدثنا يونس قال : أخبرنا ابن وهب قال قال ابن زيد في قوله : " ولو ردوا لعادوا لما نهوا عنه " وقالوا حين يردون : " إن هي إلا حياتنا الدنيا وما نحن بمبعوثين " .

التالي السابق


الخدمات العلمية