القول في تأويل قوله ( 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين  ( 52 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : ذكر أن هذه الآية نزلت على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، في سبب جماعة من ضعفاء المسلمين ، قال المشركون له : لو طردت هؤلاء عنك لغشيناك وحضرنا مجلسك ! 
ذكر الرواية بذلك : 
13255 - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري  قال : حدثنا 
أبو زبيد  ، عن 
أشعث  ، عن 
كردوس الثعلبي  ، عن 
ابن مسعود  قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811474مر الملأ من قريش  بالنبي - صلى الله عليه وسلم - ، وعنده صهيب  وعمار  وبلال  وخباب ،  ونحوهم من ضعفاء المسلمين ، فقالوا : يا محمد ،  أرضيت بهؤلاء من قومك ؟ هؤلاء الذين من الله عليهم من بيننا ؟ أنحن نكون تبعا لهؤلاء ؟ اطردهم عنك ! فلعلك إن طردتهم أن نتبعك ! فنزلت  [ ص: 375 ] هذه الآية : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " " وكذلك فتنا بعضهم ببعض  " إلى آخر الآية  . 
13256 - . . . . . . . . . حدثنا 
جرير ،  عن 
أشعث  ، عن 
كردوس الثعلبي  ، عن 
عبد الله  قال : مر الملأ من 
قريش  على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ، ثم ذكر نحوه . 
13257 - حدثني 
أبو السائب  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=15730حفص بن غياث  ، عن 
أشعث  ، عن 
كردوس  ، عن 
ابن عباس  قال : مر على رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ملأ من 
قريش  ، ثم ذكر نحوه .  
[ ص: 376 ] 
13258 - حدثني 
الحسين بن عمرو بن محمد العنقزي  قال : حدثنا أبي قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي  ، عن 
أبي سعد الأزدي  وكان قارئ 
الأزد  ، عن 
أبي الكنود  ، عن 
خباب ،  في قول الله - تعالى ذكره - : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " إلى قوله : " 
فتكون من الظالمين  " قال : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=810490جاء الأقرع بن حابس التميمي ،  وعيينة بن حصن الفزاري  ، فوجدوا النبي - صلى الله عليه وسلم - قاعدا مع بلال  وصهيب  وعمار  وخباب  ، في أناس من الضعفاء من المؤمنين . فلما رأوهم حوله حقروهم ، فأتوه فقالوا : إنا نحب أن تجعل لنا منك مجلسا تعرف لنا العرب به فضلنا ، فإن وفود العرب تأتيك فنستحيي أن ترانا العرب مع هؤلاء الأعبد ، فإذا نحن جئناك فأقمهم عنا ، فإذا نحن فرغنا فاقعد معهم إن شئت ! قال : نعم ! قالوا : فاكتب لنا عليك بذلك كتابا . قال : فدعا بالصحيفة ، ودعا عليا ليكتب . قال : ونحن قعود في ناحية ، إذ نزل جبريل  بهذه الآية : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء فتطردهم فتكون من الظالمين  " ثم قال : " وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين  " ثم قال : " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة  " فألقى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - الصحيفة من يده ، ثم دعانا فأتيناه وهو يقول : " سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة  " ! فكنا نقعد معه ، فإذا أراد أن يقوم قام وتركنا ، فأنزل الله تعالى : واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه ولا تعد عيناك عنهم تريد زينة الحياة الدنيا ، [ سورة الكهف : 28 ] . قال : فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقعد معنا بعد ،  [ ص: 377 ] فإذا بلغ الساعة التي يقوم فيها ، قمنا وتركناه حتى يقوم  . 
13259 - حدثني 
محمد بن الحسين  قال : حدثنا 
أحمد بن المفضل  قال : حدثنا 
أسباط  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=14468السدي  ، عن 
أبي سعيد الأزدي  ، عن 
أبي الكنود  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=211خباب بن الأرت  بنحو حديث 
الحسين بن عمرو ،  إلا أنه قال في حديثه : فلما رأوهم حوله نفروهم ، فأتوه فخلوا به . وقال أيضا : " 
فتكون من الظالمين  " ثم ذكر الأقرع وصاحبه فقال : " 
وكذلك فتنا بعضهم ببعض  " الآية . وقال أيضا : فدعانا فأتيناه وهو يقول : " 
سلام عليكم  " فدنونا منه يومئذ حتى وضعنا ركبنا على ركبتيه وسائر الحديث نحوه .  
[ ص: 378 ] 
13260 - حدثنا 
الحسن بن يحيى  قال : أخبرنا 
عبد الرزاق  قال : أخبرنا 
معمر  ، عن 
قتادة  وحدثنا 
محمد بن عبد الأعلى  قال : حدثنا 
محمد بن ثور  ، عن 
معمر  ، عن 
قتادة  والكلبي   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812171أن ناسا من كفار قريش  قالوا للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إن سرك أن نتبعك ، فاطرد عنا فلانا وفلانا ، ناسا من ضعفاء المسلمين ! فقال الله - تعالى ذكره - : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " . 
13261 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811475عن قتادة  قوله : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " إلى قوله : " وكذلك فتنا بعضهم ببعض  " الآية ، قال : وقد قال قائلون من الناس لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - : يا محمد ،  إن سرك أن نتبعك فاطرد عنا فلانا وفلانا لأناس كانوا دونهم في الدنيا ، ازدراهم المشركون ، فأنزل الله - تعالى ذكره - هذه الآية إلى آخرها  . 
13262 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم  قال : حدثنا 
عيسى  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، 
nindex.php?page=hadith&LINKID=812172عن مجاهد   : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " بلال  وابن أم عبد ،  كانا يجالسان محمدا   - صلى الله عليه وسلم - ، فقالت قريش  محقرتهما : لولاهما وأمثالهما لجالسناه ! فنهي عن طردهم ، حتى قوله : " أليس الله بأعلم بالشاكرين  " قال : " قل سلام عليكم " فيما بين ذلك في هذا  . 
13263 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
سفيان  ، عن 
المقدام بن شريح  ، عن أبيه قال قال 
سعد   : 
nindex.php?page=hadith&LINKID=811476نزلت هذه الآية في ستة من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - ، منهم ابن مسعود ،  قال : كنا نسبق إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - وندنو منه ونسمع منه ، فقالت قريش   : يدني هؤلاء دوننا ! فنزلت : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " .  [ ص: 379 ] 
13264 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثنا 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، 
عن عكرمة  في قوله : " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم  " الآية ، قال : جاء عتبة بن ربيعة ،  وشيبة بن ربيعة ،  ومطعم بن عدي ،  والحارث بن نوفل ،  وقرظة بن عبد عمرو بن نوفل ،  في أشراف من بني عبد مناف  من الكفار إلى أبي طالب  فقالوا : يا أبا طالب ،  لو أن ابن أخيك يطرد عنه موالينا وحلفاءنا ، فإنما هم عبيدنا وعسفاؤنا ، كان أعظم في صدورنا ، وأطوع له عندنا ، وأدنى لاتباعنا إياه ، وتصديقنا له ! قال : فأتى أبو طالب  النبي - صلى الله عليه وسلم - فحدثه بالذي كلموه به ، فقال  nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب   : لو فعلت ذلك ، حتى تنظر ما الذي يريدون ، وإلام يصيرون من قولهم ؟ فأنزل الله - تعالى ذكره - هذه الآية : " وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " إلى قوله : " أليس الله بأعلم بالشاكرين  " قال : وكانوا : بلال ،   nindex.php?page=showalam&ids=56وعمار بن ياسر ،   nindex.php?page=showalam&ids=267وسالم مولى أبي حذيفة ،  وصبيح مولى أسيد  ومن الحلفاء : ابن  [ ص: 380 ] مسعود  ،  nindex.php?page=showalam&ids=53والمقداد بن عمرو  ، ومسعود بن القاري  ، وواقد بن عبد الله الحنظلي  ، وعمرو بن عبد عمرو ذو الشمالين  ، ومرثد بن أبي مرثد   - وأبو مرثد  ، من غني ، حليف حمزة بن عبد المطلب  وأشباههم من الحلفاء . ونزلت في أئمة الكفر من قريش  والموالي والحلفاء : " وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا  " الآية . فلما نزلت ، أقبل  nindex.php?page=showalam&ids=2عمر بن الخطاب  فاعتذر من مقالته ، فأنزل الله - تعالى ذكره - : " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم  " الآية  . 
13265 - حدثني 
 nindex.php?page=showalam&ids=17418يونس بن عبد الأعلى  قال : أخبرنا 
ابن وهب  قال قال 
ابن زيد ،  nindex.php?page=hadith&LINKID=812174قال رجل للنبي - صلى الله عليه وسلم - : إني أستحيي من الله أن يراني مع سلمان  وبلال  وذويهم ، فاطردهم عنك ، وجالس فلانا وفلانا ! قال فنزل القرآن : " ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " فقرأ ، حتى بلغ : " فتكون من الظالمين  " ما بينك وبين أن تكون من الظالمين إلا أن تطردهم . ثم قال : " وكذلك فتنا بعضهم ببعض ليقولوا أهؤلاء من الله عليهم من بيننا أليس الله بأعلم بالشاكرين  " . ثم قال : وهؤلاء الذين أمروك أن تطردهم ، فأبلغهم مني السلام ، وبشرهم وأخبرهم أني قد غفرت لهم ! وقرأ : " وإذا جاءك الذين يؤمنون بآياتنا فقل سلام عليكم كتب ربكم على نفسه الرحمة  "  [ ص: 381 ] فقرأ حتى بلغ : " وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين  " قال : لتعرفها  . 
واختلف أهل التأويل في الدعاء الذي كان هؤلاء الرهط ، الذين نهى الله نبيه - صلى الله عليه وسلم - عن طردهم ، يدعون ربهم به . 
فقال بعضهم : هي الصلوات الخمس . 
ذكر من قال ذلك : 
13266 - حدثنا 
المثنى  قال : حدثنا 
عبد الله بن صالح  قال حدثني 
معاوية بن صالح  ، عن 
علي بن أبي طلحة  ، عن 
ابن عباس  قوله : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " يعني : يعبدون ربهم " بالغداة والعشي " يعني : الصلوات المكتوبة  . 
13267 - حدثنا 
المثنى  قال : حدثنا 
الحجاج بن المنهال  قال : حدثنا 
حماد  ، عن 
أبي حمزة  ، عن 
إبراهيم  في قوله : " 
يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " قال : هي الصلوات الخمس الفرائض . ولو كان ما يقول القصاص ، هلك من لم يجلس إليهم  . 
13268 - حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17259هناد بن السري   nindex.php?page=showalam&ids=13631وابن وكيع  قالا : حدثنا 
ابن فضيل  ،  
[ ص: 382 ] عن 
الأعمش  ، عن 
إبراهيم   : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " قال : هي الصلاة  . 
13269 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
أبو حذيفة  قال : حدثنا 
شبل  ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد   : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " الصلاة المفروضة ، الصبح والعصر  . 
13270 - حدثني 
محمد بن موسى بن عبد الرحمن الكندي  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=14129حسين الجعفي  قال أخبرني 
حمزة بن المغيرة  ، عن 
حمزة بن عيسى  قال : دخلت على 
الحسن  فسألته فقلت : يا 
أبا سعيد  ، أرأيت قول الله : 
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  [ سورة الكهف : 28 ] ، أهم هؤلاء القصاص ؟ قال : لا ولكنهم المحافظون على الصلوات في الجماعة  . 
13271 - حدثني 
محمد بن عمرو  قال : حدثنا 
أبو عاصم  قال : حدثنا 
عيسى  ، وحدثني 
الحارث  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثنا 
ورقاء  جميعا ، عن 
ابن أبي نجيح  ، عن 
مجاهد  في قول الله : " 
الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : الصلاة المكتوبة  . 
13272 - حدثت عن 
الحسين بن الفرج  قال سمعت 
أبا معاذ  قال : أخبرنا 
عبيد  قال سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : " 
يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : يعبدون ربهم " بالغداة والعشي " يعني الصلاة المفروضة  . 
13273 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  ، عن  
[ ص: 383 ] قتادة  قوله : 
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  [ سورة الكهف : 28 ] ، هما الصلاتان : صلاة الصبح وصلاة العصر  . 
13274 - حدثني 
ابن البرقي  قال : حدثنا 
ابن أبي مريم  قال : حدثنا 
يحيى بن أيوب  قال : حدثنا 
محمد بن عجلان  ، عن 
نافع  ، عن 
عبد الله بن عمر  في هذه الآية : 
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي الآية ، أنهم الذين يشهدون الصلوات المكتوبة  . 
13275 - حدثنا 
ابن بشار  قال : حدثنا 
عبد الرحمن  قال : حدثنا 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
مجاهد  وإبراهيم   : 
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي ، قالا : الصلوات الخمس  . 
13276 - حدثنا 
ابن بشار  قال : حدثنا 
يحيى  ، عن 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
مجاهد  ، مثله . 
13277 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال حدثني 
حجاج  ، عن 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج  ، عن 
مجاهد   : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : المصلين المؤمنين : 
بلال  وابن أم عبد  قال 
 nindex.php?page=showalam&ids=13036ابن جريج ،  وأخبرني 
عبد الله بن كثير  ، عن 
مجاهد  قال : صليت الصبح مع 
 nindex.php?page=showalam&ids=15990سعيد بن المسيب  ، فلما سلم الإمام ابتدر الناس القاص ، فقال 
سعيد   : ما أسرع بهم إلى هذا المجلس ! قال 
مجاهد   : فقلت يتأولون ما قال الله - تعالى ذكره - . قال : وما قال ؟ قلت : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : وفي هذا ذا ؟ إنما ذاك في الصلاة التي انصرفنا عنها الآن ، إنما ذاك في الصلاة  .  
[ ص: 384 ] 
13278 - حدثنا 
القاسم  قال : حدثنا 
الحسين  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  ، عن أبيه ، عن 
منصور  ، عن 
عبد الرحمن بن أبي عمرة  قال : الصلاة المكتوبة . 
13279 - حدثنا 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  ، عن 
إسرائيل ،  عن 
جابر  ، عن 
عامر  قال : هي الصلاة . 
13280 - حدثنا 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  ، عن أبيه ، عن 
إسرائيل ،  عن 
عامر  قال : هي الصلاة . 
13281 - حدثنا 
بشر  قال : حدثنا 
يزيد  قال : حدثنا 
سعيد  ، عن 
قتادة  قوله : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي يريدون وجهه  " يقول : صلاة الصبح وصلاة العصر  . 
13282 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
جرير ،  عن 
منصور  ، عن 
مجاهد  قال : صلى 
عبد الرحمن بن أبي عمرة  في مسجد الرسول ، فلما صلى قام فاستند إلى حجرة النبي - صلى الله عليه وسلم - ، فانثال الناس عليه ، فقال : يا أيها الناس ، إليكم ! فقيل : يرحمك الله ، إنما جاءوا يريدون هذه الآية : 
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  [ سورة الكهف : 28 ] . فقال : وهذا عني بهذا ! إنما هو في الصلاة  .  
[ ص: 385 ] 
وقال آخرون : هي الصلاة ، ولكن القوم لم يسألوا رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طرد هؤلاء الضعفاء عن مجلسه ، ولا تأخيرهم عن مجلسه ، وإنما سألوه تأخيرهم عن الصف الأول ، حتى يكونوا وراءهم في الصف . 
ذكر من قال ذلك : 
13283 - حدثني 
محمد بن سعد  ، حدثني أبي قال حدثني عمي قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن 
ابن عباس  قوله : " 
وكذلك فتنا بعضهم ببعض  " الآية ، فهم أناس كانوا مع النبي - صلى الله عليه وسلم - من الفقراء ، فقال أناس من أشراف الناس : نؤمن لك ، وإذا صلينا فأخر هؤلاء الذين معك فليصلوا خلفنا ! 
وقال آخرون : بل معنى " دعائهم " كان ، ذكرهم الله - تعالى ذكره - . 
ذكر من قال ذلك : 
13284 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا أبي وحدثنا 
هناد  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  عن 
سفيان  ، عن 
منصور  ، عن 
إبراهيم  قوله : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : أهل الذكر  . 
13285 - حدثنا 
ابن وكيع  قال : حدثنا 
جرير ،  عن 
منصور   : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : هم أهل الذكر  . 
13286 - حدثنا 
ابن حميد  قال : حدثنا 
جرير ،  عن 
منصور  ، عن 
إبراهيم   : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : لا تطردهم عن الذكر  . 
وقال آخرون : بل كان ذلك تعلمهم القرآن وقراءته . 
ذكر من قال ذلك :  
[ ص: 386 ] 
13287 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
إسحاق  قال : حدثنا 
 nindex.php?page=showalam&ids=17277وكيع  ، عن 
إسرائيل ،  عن 
جابر  ، عن 
أبي جعفر  قوله : 
واصبر نفسك مع الذين يدعون ربهم بالغداة والعشي  [ سورة الكهف : 28 ] ، قال : كان يقرئهم القرآن ، من الذي يقص على النبي - صلى الله عليه وسلم - ؟ ! 
وقال آخرون : بل عنى بدعائهم ربهم ، عبادتهم إياه . 
ذكر من قال ذلك : 
13288 - حدثت عن 
الحسين  قال سمعت 
أبا معاذ  قال : حدثنا 
عبيد بن سليمان  قال سمعت 
الضحاك  يقول في قوله : " 
يدعون ربهم بالغداة والعشي  " قال : يعني : يعبدون ، ألا ترى أنه قال : 
لا جرم أنما تدعونني إليه  [ سورة غافر : 43 ] ، يعني : تعبدون  .  
[ ص: 387 ] 
قال 
أبو جعفر   : والصواب من القول في ذلك أن يقال : إن الله - تعالى ذكره - نهى نبيه 
محمدا   - صلى الله عليه وسلم - أن يطرد قوما كانوا يدعون ربهم بالغداة والعشي ، و " الدعاء لله " يكون بذكره وتمجيده والثناء عليه قولا وكلاما وقد يكون بالعمل له بالجوارح الأعمال التي كان عليهم فرضها ، وغيرها من النوافل التي ترضي عن العامل له عابده بما هو عامل له . وقد يجوز أن يكون القوم كانوا جامعين هذه المعاني كلها ، فوصفهم الله بذلك بأنهم يدعونه بالغداة والعشي ، لأن الله قد سمى " العبادة " " دعاء " فقال - تعالى ذكره - : 
وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين ، [ سورة غافر : 60 ] . وقد يجوز أن يكون ذلك على خاص من الدعاء . 
ولا قول أولى بذلك بالصحة ، من وصف القوم بما وصفهم الله به : من أنهم كانوا يدعون ربهم بالغداة والعشي ، فيعمون بالصفة التي وصفهم بها ربهم ، ولا يخصون منها بشيء دون شيء . 
فتأويل الكلام إذا : يا 
محمد ،  أنذر بالقرآن الذي أنزلته إليك ، الذين يعلمون أنهم إلى ربهم محشورون فهم من خوف ورودهم على الله الذي لا شفيع لهم من دونه ولا نصير ، في العمل له دائبون إذ أعرض عن إنذارك واستماع ما أنزل الله عليك المكذبون بالله واليوم الآخر من قومك ، استكبارا على الله ، ولا تطردهم ولا تقصهم ، فتكون ممن وضع الإقصاء في غير موضعه ، فأقصى وطرد من لم يكن له طرده وإقصاؤه ، وقرب من لم يكن له تقديمه بقربه وإدناؤه ، فإن الذين نهيتك عن طردهم هم الذين يدعون ربهم فيسألونه عفوه ومغفرته بصالح أعمالهم ، وأداء ما ألزمهم من فرائضه ، ونوافل تطوعهم ، وذكرهم إياه بألسنتهم بالغداة  
[ ص: 388 ] والعشي ، يلتمسون بذلك القربة إلى الله ، والدنو من رضاه " 
ما عليك من حسابهم من شيء  " يقول : ما عليك من حساب ما رزقتهم من الرزق من شيء وما عليهم من حساب ما رزقتك من الرزق من شيء " فتطردهم " حذار محاسبتي إياك بما خولتهم في الدنيا من الرزق . 
وقوله : " فتطردهم " جواب لقوله : " ما عليك من حسابهم من شيء وما من حسابك عليهم من شيء " . 
وقوله : " 
فتكون من الظالمين  " جواب لقوله : " 
ولا تطرد الذين يدعون ربهم  " .