صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( وكذب به قومك وهو الحق قل لست عليكم بوكيل ( 66 ) لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون ( 67 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - : وكذب ، يا محمد ، قومك بما تقول وتخبر وتوعد من الوعيد " وهو الحق " يقول : والوعيد الذي أوعدناهم على مقامهم على شركهم : من بعث العذاب من فوقهم ، أو من تحت أرجلهم ، أو لبسهم شيعا ، وإذاقة بعضهم بأس بعض " الحق " الذي لا شك فيه أنه واقع إن هم لم يتوبوا وينيبوا مما هم عليه مقيمون من معصية الله والشرك به ، إلى طاعة الله والإيمان به " قل لست عليكم بوكيل " يقول : قل لهم ، يا محمد ، لست عليكم بحفيظ ولا رقيب ، وإنما رسول أبلغكم ما أرسلت به إليكم " لكل نبأ مستقر " يقول : لكل خبر مستقر ، يعني قرارا يستقر عنده ، ونهاية ينتهي إليه ، فيتبين حقه وصدقه ، من كذبه وباطله " وسوف تعلمون " يقول : وسوف تعلمون ، أيها المكذبون بصحة ما أخبركم به من وعيد الله إياكم ، أيها المشركون ، حقيقته عند حلول عذابه بكم ، فرأوا ذلك وعاينوه ، فقتلهم يومئذ بأيدي أوليائه من المؤمنين . [ ص: 435 ]

وبنحو الذي قلنا من التأويل في ذلك قال أهل التأويل .

ذكر من قال ذلك :

13381 - حدثني محمد بن الحسين قال : حدثنا أحمد بن المفضل قال : حدثنا أسباط ، عن السدي : " وكذب به قومك وهو الحق " يقول : كذبت قريش بالقرآن ، وهو الحق وأما " الوكيل " فالحفيظ ، وأما " لكل نبأ مستقر " فكان نبأ القرآن استقر يوم بدر بما كان يعدهم من العذاب .

13382 - حدثني المثنى قال : حدثنا أبو حذيفة قال : حدثنا شبل ، عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد : " لكل نبأ مستقر " لكل نبأ حقيقة ، إما في الدنيا وإما في الآخرة " وسوف تعلمون " ما كان في الدنيا فسوف ترونه ، وما كان في الآخرة فسوف يبدو لكم .

13383 - حدثني المثنى قال : حدثنا عبد الله بن صالح ، عن معاوية ، عن علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس قوله : " لكل نبأ مستقر " يقول : حقيقة .

13384 - حدثني محمد بن سعد قال : حدثنا أبي قال : حدثنا عمي قال حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس قوله : " لكل نبأ مستقر وسوف تعلمون " يقول : فعل وحقيقة ، ما كان منه في الدنيا وما كان منه في الآخرة .

وكان الحسن يتأول في ذلك أنه الفتنة التي كانت بين أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - .

13385 - حدثني المثنى قال : حدثنا سويد بن نصر قال : أخبرنا ابن المبارك ، عن جعفر بن حيان ، عن الحسن أنه قرأ : " لكل نبأ مستقر " قال : حبست عقوبتها ، حتى [ إذا ] عمل ذنبها أرسلت عقوبتها .

التالي السابق


الخدمات العلمية