صفحة جزء
القول في تأويل قوله ( قل إن هدى الله هو الهدى وأمرنا لنسلم لرب العالمين ( 71 ) )

قال أبو جعفر : يقول - تعالى ذكره - لنبيه محمد - صلى الله عليه وسلم - : قل يا محمد لهؤلاء العادلين بربهم الأوثان ، القائلين لأصحابك : " اتبعوا سبيلنا ولنحمل خطاياكم فإنا على هدى " : ليس الأمر كما زعمتم " إن هدى الله هو الهدى " يقول : إن طريق الله الذي بينه لنا وأوضحه ، وسبيلنا الذي أمرنا بلزومه ، ودينه الذي شرعه لنا فبينه ، هو الهدى والاستقامة التي لا شك فيها ، لا عبادة الأوثان والأصنام [ ص: 456 ] التي لا تضر ولا تنفع ، فلا نترك الحق ونتبع الباطل " وأمرنا لنسلم لرب العالمين " يقول : وأمرنا ربنا ورب كل شيء تعالى وجهه ، لنسلم له ، لنخضع له بالذلة والطاعة والعبودية ، فنخلص ذلك له دون ما سواه من الأنداد والآلهة .

وقد بينا معنى " الإسلام " بشواهده فيما مضى من كتابنا ، بما أغنى عن إعادته .

وقيل : " وأمرنا لنسلم " بمعنى : وأمرنا كي نسلم ، وأن نسلم لرب العالمين لأن العرب تضع " كي " و " اللام " التي بمعنى " كي " مكان " أن " و " أن " مكانها .

التالي السابق


الخدمات العلمية