القول في تأويل قوله ( 
وأن أقيموا الصلاة واتقوه وهو الذي إليه تحشرون  ( 72 ) ) 
قال 
أبو جعفر   : يقول - تعالى ذكره - : وأمرنا أن أقيموا الصلاة . 
وإنما قيل : " 
وأن أقيموا الصلاة  " فعطف ب " أن " على " اللام " من " لنسلم " لأن قوله : " لنسلم " معناه : أن نسلم ، فرد قوله : " وأن أقيموا " على معنى : " لنسلم " إذ كانت " اللام " التي في قوله : " لنسلم " لاما لا تصحب إلا المستقبل من الأفعال ، وكانت " أن " من الحروف التي تدل على الاستقبال دلالة " اللام " التي في " لنسلم " فعطف بها عليها ، لاتفاق معنيهما فيما ذكرت .  
[ ص: 457 ] 
ف " أن " في موضع نصب بالرد على اللام . 
وكان بعض نحويي 
البصرة  يقول : إما أن يكون ذلك ، " 
أمرنا لنسلم لرب العالمين وأن أقيموا الصلاة  " يقول : أمرنا كي نسلم ، كما قال : 
وأمرت أن أكون من المؤمنين  [ سورة يونس : 104 ] ، أي : إنما أمرت بذلك . ثم قال : " 
وأن أقيموا الصلاة واتقوه  " أي : أمرنا أن أقيموا الصلاة أو يكون أوصل الفعل باللام ، والمعنى : أمرت أن أكون ، كما أوصل الفعل باللام في قوله : 
هم لربهم يرهبون ، [ سورة الأعراف : 154 ] . 
فتأويل الكلام : وأمرنا بإقامة الصلاة ، وذلك أداؤها بحدودها التي فرضت علينا " واتقوه " يقول : واتقوا رب العالمين الذي أمرنا أن نسلم له ، فخافوه واحذروا سخطه ، بأداء الصلاة المفروضة عليكم ، والإذعان له بالطاعة ، وإخلاص العبادة له " 
وهو الذي إليه تحشرون  " يقول : وربكم رب العالمين ، هو الذي إليه تحشرون فتجمعون يوم القيامة ، فيجازي كل عامل منكم بعمله ، وتوفى كل نفس ما كسبت .