القول في تأويل قوله ( 
أولئك الذين آتيناهم الكتاب والحكم والنبوة  ) 
قال 
أبو جعفر   : يعني - تعالى ذكره - بقوله : " أولئك " هؤلاء الذين سميناهم من أنبيائه ورسله ، 
نوحا  وذريته الذين هداهم لدين الإسلام ، واختارهم لرسالته إلى خلقه ، هم " الذين آتيناهم الكتاب " يعني بذلك : صحف 
إبراهيم  وموسى ،  وزبور 
داود ،  وإنجيل 
عيسى  صلوات الله عليهم أجمعين " والحكم " يعني : الفهم بالكتاب ، ومعرفة ما فيه من الأحكام . وروي عن 
مجاهد  في ذلك ما : - 
13518 - حدثني 
المثنى  قال : حدثنا 
مسلم بن إبراهيم  قال : حدثنا 
أبان  قال : حدثنا 
مالك بن شداد  ، عن 
مجاهد   : " والحكم والنبوة " قال : " الحكم " هو اللب .  
[ ص: 515 ] 
وعنى بذلك 
مجاهد ،  إن شاء الله ، ما قلت ، لأن " اللب " هو " العقل " فكأنه أراد : أن الله آتاهم العقل بالكتاب ، وهو بمعنى ما قلنا أنه الفهم به . 
وقد بينا معنى " النبوة " و " الحكم " فيما مضى بشواهدهما ، فأغنى ذلك عن إعادته .